أردت ان اكتب , ولكني نسيت أن ادرك , ما الذي اريد كتابته , ألا ان عصفت بي الذاكرة , وبدأ الذهن بالاصغاء , والعقل بالادراك , والقلب بدأ بتحريك عواطفه , لدرجة أن القلم بدأ يقف , ليس لانه يكتب , بل لانه يقرء لغة الاحاسيس التي لا توصف , وقف ولأول مرة اجلالاً وأحتراماً , لمشاعر عجز عن تفسيرها , بمجرد حروف منقوشة , ومجمعة على أشكال متعددة من الكلمات , ولكن عجزه هنا لا يُفسر بفقدان المقدرة على الكتابة , ولكن الوصف فاق كل التصورات والخيال , الكل بدأ يتسأل ما هذا الشي , أو ما هو الموضوع , الذي شد الروح بمجرد ذكره , ولكني متأكد عند الافصاح عنه , الكل سيؤيد ما ذكرته , أن لم يتهمني بالتقصير , عذراً لاني لا امتلك تلك المفردات , التي ممكن أن تصاغ وتعبر, عن تلك العاصمة المقدسة بكل ما فيها , (بغداد) فبمجرد كتابة اول حرفاً منكِ , اشهق عشقاً لا اريد زفيراً , بعده المح نظرة لا اريد أن ترمش عيناي بعدها ولا للحظة , خصوصاً وأنا أراها مزينة بأهلها , في ايام النصر على داعش , والانتقال لمرحلة منيرة , أيام حياة لا نريد لها انقطاع نظير ابداً , فتلك اللحظات تستوقف الاذهان , لعودة الروح في تلك المدينة التي كانت ضائعة في انظار اهلها وعشاقها , أردناها ان تزهو فزهت , أردناها ان تحيا فحيت , وسَرت في داخل كل فرد منا , فيا ليتها تبقى دائماً و ابدأ او على أقل تقدير دهراً من السنين , لعلنا نعثر على مكان راحة لرقود أجسادنا الضائعة , فبدونها لا يوجد طعم لحياتنا , ولولاها لما حيينا , فهي الروح التي تسري في داخلنا , نحب تلك المدينة التي كل جمال العالم في أعيننا يبقى متناقصاً لذلك الاحساس الذي تعيشه وأنت فيها , والاصعب من هذا الاحساس احساسك وأنت بعيداً عنها .
سوف لن نقلق على البغداديون اذا ارادوا الانشاد والاطراء والقاء قصائد الحب والغزل فالعروس بغداد هي ملهمتهم التي لا يأتي بعدها الهام ولا حب ولا حياة , فتلك الحياة التي تتغلغل في أعماقها , لا تساويها كنوز العالم , ولا يوازيها مكاناً في تلك الدائرة الارضية المسماة بالعالم جغرافياً …