23 ديسمبر، 2024 12:58 ص

بغداد مقبرة السلام

بغداد مقبرة السلام

تشهد بغداد هذه الايام هجمات شرسة ومدمرة وقاتلة هي الاعنف خلال خمس سنوات ، فما يحدث في بغداد هذه الشهر يعتبر مؤشر خطير وتصعيد يراد من خلاله ارجاع الايام السوداء التي يحن البعض من اصحاب القرار اليها لأنها تعتبر للبعض مصدر رزق ومكسب قوي له والى من ينتمي اليه .
ولكن لو عدنا الى الخلف قليل وتمعنا بجدوى هذه الانفجارات ومن يقف خلفها فهل المستفيد الحقيقي لهذه الانفجارات هو :
1: الاوضاع في سوريا ؟
2: دول الجوار ؟
3: خلايا حزب البعث في العراق ؟
4: تنظيم القاعدة الارهابي ؟
5: التظاهرات والاعتصامات في بعض مناطق العراق؟
6: الخطاب الاعلامي التحريضي ما بين السياسيين ؟
7: هناك طرف ثالث بالعراق هو المستفيد من حالة الصراع ما بين السنة والشيعة ؟
8: المليشيات المدعومة من بعض الاطراف الحكومية ؟ 
9: الحكومة وبعض الاطراف فيها ؟
10: الفساد في مؤسسات الدولة ؟
الاجابة عن من هو الطرف الذي يقوم بهذه التفجيرات في العراق ، نقول ان جميع هذه الاحتمالات هي صحيحة وفيها من المصداقية ما يؤكد صحتها ، نعم الاحداث في سوريا لها تأثير قوي جدا على الاوضاع السياسية والأمنية في العراق بسبب انقسام الساسة في العراق حول الوضع في سوريا فمنهم من يؤيد المعارضة السورية ومنهم من يقف مع الحكومة السورية الحالية ،اما عن دول جوار العراق فعلى ما يبدو ان هذه الدول اصبح لديها سياسيون كبار ينفذون اجندتها وخططها في تدمير العراق والعودة به الى ايام الحصار الجائر ، وهناك اسباب اخرة وهي عدم عودة العراق الى موقع السيادة في المنطقة العربية والشرق الاوسط ، اما بقايا البعث الصدامي فهم طرف اخر في هذا الصراع الدائر في العراق فهم لهم اطماع في السلطة والعودة بالحزب من جديد لحكم العراق الجديد .
اما تنظيم القاعدة الارهابي فهو العدو الاول للعراق وللشعب العراقي فهذا التنظيم لا يريد عودة العراق معافى و لا يريد حكومة فيها شخصيات شيعية تحكم العراق .
اما الاعتصامات في بعض محافظات العراق ومنها الانبار والموصل وسامراء فقد خرجت عن طورها الحقيقي لتصبح بعض هذه الساحات معسكرات لتدريب مقاتلين من اجل العودة بالعراق الى ايام الاقتتال الطائفي لأنهم يرون في هذه الحكومة الحالية اغتصاب لحقوقهم المشروعة .
اما عن الخطاب السياسي العراقي المتشنج والمحرض على الطائفية ، اصبح هو ألا اخر مصدر من مصادر الارهاب والاقتتال ما بين الطرفين ، فما يشهده الصراع ما بين الحكومة التشريعية والحكومة التنفيذية هو دليل على صحة اقوالي .
اما عن حالة الصراع مابين السنة والشيعة وهو الورقة الرابحة في عراق ما بعد صدام ،فكلما تكون هناك مشكلة قوية ما بين السياسيون ، يكون هناك موت وقتل بالجملة في العراق والخاسر فيها هو العراق وشعب العراق .
اضافة الى ان هناك بعض الاطراف في الحكومة ومن بعض السياسيون الكبار يقومون بهذه التفجيرات بمساعدة بعض اجهزة الامن ، وبعض المليشيات المتنفذة وكل هذا من اجل مصالح طائفية وحزبية بحتة لا من اجل العراق وشعب العراق .
اما عن حالات الفساد المستشرية في العراق وسرقة اموال العراق المنظمة التي يقوم بها بعض كبار الموظفين اضافة الى بعض الوزراء الذين يعملون من اجل احزابهم فقط .
فمن خلال كل هذا نجد ان السياسيون هم السبب الاول في ألا احداث الامنية وتدهورها خلال الايام الاخيرة وخاصة في مدينة السلام محافظة بغداد التي هجرها اهلها بسبب كثرة الهجمات وبشكل عنيف ومخيف لأنه يستهدف الدم العراقي وضرب اللحمة الوطنية العراقية والعودة بالعراق الى دائرة الاضواء من جديد ، فبدل ان تكون بغداد مدينة للسلام اصبحت مقبرة للموت .
دعونا من صراع السلطة والمال لان صبر الشعب العراقي بداء بالنفاذ ، هي دعوة لإصلاح ذات البين ما بين السياسيون من اجل تجنب العراق ما لا يحمد عقباه في الايام القادمة .