18 نوفمبر، 2024 3:13 ص
Search
Close this search box.

بغداد تغرق و السبب أمريكا….!!

بغداد تغرق و السبب أمريكا….!!

أسرار مشروع “هارب” للتلاعب بالمتغيرات المناخية
يعتبر العراق البلد الأكثر تضررا من سياسات الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا منذ حرب الخليج الأولى (1991) ومازالت عواقب هذه السياسات مستمرة ’ولا يأتي هذا الضرر فقط من النتائج المباشرة لحروب أمريكا في هذا البلد والتي أدت مع الحصار إلى مئات ألاف الضحايا وخسائر اقتصادية تجاوزت ثلاثة تريليون دولار وآثار اجتماعية اضعف مظاهرها تفكك البنية القيمية للمجتمع العراقي ؛بل من نتائج استخدام العراق كحقل تجارب مجاني لأسلحتها التقليدية وغير التقليدية لعل أشهرها على المستوى الإعلامي ذخائر اليورانيوم المنضب التي مازال العراقيون يعيشون كوابيسها من أمراض غريبة وتشوهات خلقية وزيادة في نسبة الأمراض السرطانية وصلت الى ثلاثة أضعاف المعدل العالمي في مدينة البصرة مثلا.

لكن السلاح الأخطر على العراق والعالم هو مشروع”هارب” للتحكم بالطقس وما شهده العراق من تغيرات مناخية حادة وغير مبررة علميا دفع خبراء الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي الى البحث الجاد عن أسباب هذه التقلبات وبعد سنوات توصلوا الى أدلة دامغة عن تورط أمريكا في هذا الموضوع عن طريق مشروع “هارب”

فما هو مشروع هارب الذي تسبب بموجة الأمطار الغزيرة خلال الأسبوع الماضي؟

الاسم الرسمي لهذا المشروع(برنامج الشفق النشط عالي التردد)

(high frejuency active auroral research program)

والهدف المعلن للمشروع والمعروف اختصارا(haarp) حسب شركة(BAEAT) للتكنولوجيا المتقدمة,المسؤلة عن ابتكار وتطوير هذا البرنامج هو: تحليل الغلاف ألايوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة . بدأ المشروع رسميا في عام 1995 وتم الانتهاء من جميع اجزائه عام 2007. هذه هي الرواية الرسمية والتي تحاول تضليل الرأي العام وطمس الأهداف الحقيقية للمشروع الذي بدأ قبل هذا التاريخ بعشرين عاما!!

تبلورت فكرة استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية على يد العالم الروسي”نيكولا تيلا” مخترع تقنية “الكيميتريل” لتكثيف الغيوم واستمطارها ثم طور الاميركان هذه الأبحاث لتبدأ المراحل الأولى لمشروع “هارب” عام 1974في بلدة “بنسفيل_ولاية كولارودو” و”اريسبو_بورتريكو” و”ايلاس الجنوبية الجديدة_ استراليا” بشكل مشترك بين وزارة الدفاع وجامعة الااسكا وتم إقراره رسميا في الكونكرس عام 1975كمشروع سري بعد رفض الجيش الإجابة عن أسئلة الكونكرس.

أكتسب المشروع الصفة العسكرية رسميا بداية ثمانينيات القرن الماضي ببناء المجمع الرئيسي للمشروع في ولاية ألاسكا تزامنا مع إطلاق الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان “مبادرة وزارة الدفاع الاميركية الإستراتيجية” المعروفة ب(حرب النجوم )ويضم منظومة هوائيات

عملاقة(ANTENNAS) عددها 120وموقعيين للأبحاث(GAKONA)و(FAIRBANKS) وقد تم اختيار هذا الموقع لأنه يقع على خط عرض 62.63وطول145.09 وهي الخطوط التي تتعامد عندها (تقريبا)خطوط الحقل المغناطيسي للكرة الأرضية

أما الأهداف الرئيسية الحقيقة للمشروع فهي أهداف عسكرية نظرا للجهات المشاركة في إدارة البرنامج (القوات الجوية والبحرية ووكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة للدفاع وجامعة ألاسكا)علما إن الإدارة الفنية للمشروع يتولاها “مختبر أبحاث الفضاء في القوات الجوية الأميركية) وتتلخص بانجاز نظام قادر على التحكم بالطقس واستخدامه كسلاح سري يمكن من خلاله السيطرة على أي دولة بافتعال الزلازل أو الفيضانات والاعاصيرعن طريق التلاعب بالصفائح التكتونية والزلزالية لصفائح الكرة الأرضية ورفع وخفض درجة الحرارة وتدمير او تعطيل كل أنواع البث الراديوي والفضائي كالموبايل والتلفزيون والاتصالات بين السفن والغواصات وكل مايمكن أن يخطر لنا من أنواع الاتصالات اللاسلكية العاملة على كل متر مربع فوق سطح الكرة الأرضية وحتى الأجهزة غير المفعلة (المطفأة)تعتبر خارج الخدمة في حال تشغيل هذا النظام وكذالك يمكن بواسطته خلق مجال كهرومغناطيسي تحترق فيه كل الأهداف المارة من خلاله كالطائرات والصواريخ. وضرب أي هدف بواسطة الأشعة (الجسيمية أو الليزيرية) مهما كانت نوعية تحصيناته ولعشرات الأمتار تحت سطح الأرض واستخدام الإشعاع الشمسي لأحداث أمراض مميتة كالسرطان ومن الأهداف الأكثر طموحا هي إعادة بناء المعلومات في دماغ الإنسان ببث ترددات راديوية تصيب السكان بالخمول والنوم أو بالعكس تصيبهم بحالة من الهيجان والهستيريا وهلوسات سمعية تؤثر مباشرة على الإدراك الحسي للواقع.

أما الأهداف المدنية للمشروع (مثل تجارب نقل الطاقة الكهربائية بدون أسلاك) فتأتي كنتاج ثانوي للتجارب العسكرية التي تحاول انجاز أهم سلاح في ترسانة النظام العالمي الجديد وأكثرها خطورة على الإطلاق لأنة يحدث خللا في التوازن البيئي أللذي يوفر شروطا صالحة للعيش على كوكب الأرض ومن شأن هذا الخلل إن ينهي كل أشكال الحياة فيه والى الأبد وربما تدميره تماما أذا ما تمكنت النيازك والكويكبات من النفاذ من الشقوق التي تحدثها هذه التجارب في الغلاف الجوي للأرض.

وتتم هذه القدرات عن طريق إرسال الهوائيات حزمة كهرومغناطيسية هائلة تقدرب3.6جيجا وات إلى الغلاف الجوي(طبقة الاينوسفير) لتحويل الجزء المستهدف بعد تسخينه إلى 50الف درجة مئوية إلى مرآة عملاقة تعيد إرسال الموجات التالية (ليزرية او جسيمية) الى الأرض على شكل سيف يشبه في تأثيره الصواعق الطبيعية لكن بقدرات تدميرية اكبر أو الاكتفاء

بتسخينه في درجات أقل للتلاعب بالعوامل المناخية وتغيير الحقول الكهرومغناطيسية الطبيعية للأرض بمحاكاة الانفجاريات الشمسية بشكل محدود لكنه كاف لزعزعة استقرار النظم الزراعية والبيئية .

تظهر أهمية العراق بالنسبة لمشروع (هارب) كونه الأرض التي تحولت الى مختبر مثالي لتطبيق التجارب السرية له ويكفي أن نعلم إن ميزانية المشروع قفزت من عشرة ملايين دولار عام 1990الى مليارات الدولارات عام1991 بعد نجاح التجارب الأولية أثناء حرب الخليج الأولى .

فما هي ابرز مضاهر وأوجه هذه التجارب؟

بدأت أول هذه التجارب قبل بدا القصف الجوي بتعطيل الاتصالات الالكترونية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وقد قدمت وسائل إعلام النظام السابق تفسيرا غير حقيقي عن طريقة تدمير بعض محطات توليد الطاقة الكهربائية بدون قصف جوي بعد ان عجز المختصون في إيجاد تفسير علمي لهذه الظاهرة بان الطائرات الاميركية أسقطت شبكات معدنية سببت أضرارا جسيمة بتلك المحطات!

ثم حدوث أمطار غزيرة أعاقت انسحاب الجيش العراقي وساهمت في وقوع أعداد كبيرة من الضحايا وفي السنوات اللاحقة ضربت العراق موجة من الجفاف انتهت على نحو مفاجئ العام الماضي بموجة غير مسبوقة من الأمطار أغرقت وسط وجنوب العراق وتكرر المشهد خلال الأيام الماضية مع العلم ان موجة الجفاف السابقة صاحبها ازدياد مضطرد وغير طبيعي للعواصف الترابية من معدل لايزيد عن 10عواصف ترابية في السنة الى أكثر من 300عاصفة في عام 2013باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون )ولم تكن جميع التجارب واسعة بل قد تقتصر على مناطق لاتتجاوز عشرات الكيلومترات مثلما حدث في ناحية الحسينية التابعة لمحافظة واسط منتصف شهر تموز من عام 1996عندما ضربت المنطقة عاصفة رعدية ممطرة في مساحة 40كيلومتر مربع اقتلعت جذوع النخل من شدتها وكانت إحدى الظواهر الغريبة التي حفزت الاختصاصين العراقيين للبحث عن أسبابها حتى قادتهم هذه الأبحاث الى مشروع هارب لأنه المركز الوحيد الذي يملك الفاعلية المؤكدة لاستحداث تلك التقلبات المناخية خارج سياقها الطبيعي.

على الرغم من ان العراق هو الدولة الأولى التي يتم التحكم في مناخها ألا ان العديد من التجارب أجريت في أماكن أخرى من العالم فقد اتهمت كوريا الشمالية أميركا بالتسبب بموجة جفاف أصابت غاباتها بأضرار كبيرة وانحسار كبير في المساحات المزروعة بالقمح نتج عنه مجاعة راح ضحيتها أكثر من 6 ملايين إنسان .وأكد رئيس تحرير صحيفة (يابان تايمز ويكلي) الكاتب (يوشي شيماتسو) قبل سنوات مسؤولية أميركا عن زلزال اليابان الذي كاد يؤدي الى كارثة نووية وقال الرئيس الفنزويلي الراحل(هوكو تشافيز) بتصريحات لصحيفة (أي بي سي) الاسبانية ان التجارب الزلزالية التي قامت بها البحرية الأميركية هي السبب في حدوث زلزال هاييتي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأضاف ان هذه التجربة كانت أشبه بالمناورة العسكرية الهدف الحقيقي منها إيران بعد فشل عملية توجيه إعصار(جونو)الذي حطم السواحل

العمانية بدل السواحل الإيرانية وأشارت صحيفة (ليفغارو الفرنسية) الى ان الإدارة الاميريكية تعمدت التلاعب بالطقس الأميركي وإنزال الثلوج على العاصمة واشنطن في شهر تشرين الثاني(يبدأ موسم الثلوج في نهاية كانون الأول من كل عام)لمواجهة اعتصامات حملة احتلوا وول ستريت وهذا يذكرنا بالثلوج التي هطلت على شمال السعودية العام الماضي لأول مرة في التاريخ بتأثير التجارب في جنوب العراق التي اتسعت (بقصد أو بدون قصد) لتشمل أجزاء من الدول المجاورة له وبالمقابل استخدمت روسيا والصين هذا السلاح مرة واحدة على الأقل ضد الولايات المتحدة كنوع من التحذير عندما اقر الكاتب الأميركي (وليم دين) في صحيفة نيويورك تايمز بان زلزال كاليفورنيا بمثابة تحذير روسي-صيني أذا مالجأت واشنطن لسلاح المناخ . وتشير التقارير الى ان مكتب التحكم بالمناخ الصيني عمل على توفير طقس مناسب لضمان أجواء مثالية للألعاب الاولمبية عام 2008.

لم يكن جميع علماء الفيزياء منخرطين في هذا المشروع الجهنمي او اثروا الصمت على مايمكن ان يتسبب به هذه البرنامج من نتائج كارثية لايمكن التكهن بمدياتها فقد اتخذ الكثير منهم موقف أخلاقي تجاه الموضوع لعل أبرزهم عالم الفيزياء (هارولد لويس) الذي قدم استقالته من مؤسسة الفيزياء الاميريكية(APS) الى رئيس المنضمة(كورتي كالان) اعتراضا على تحريف الحقائق حول أسباب ارتفاع المعدل العام لدرجات الحرارة على الكوكب وإرجاعه الى الانبعاثات الغازية في اكبر عملية تزييف علمي أراها على مدار حياتي العلمية التي تمتد ل60 عاما!!كما يصفها في كتاب استقالته؛ كذالك كتب عالم الفيزياء الفلكية (جون بيير) على موقعه الالكتروني اكتشفنا شكلا جديدا لحرب خفية حيث يتم تصدير كوارث طبيعية بوسائل تبدو متواضعة سيضعف أي دولة يستخدم ضدها)

لقد أدت الاحتجاجات المتواصلة من قبل بعض العلماء والباحثين كالبر فسور(نيكولاس بيجيتس) والدكتورة(روزالي بارتيل) والصحفي الألماني(هارالد ويلز)صاحب كتاب (حروب المناخ-القتل في القرن ال21) الى عقد جلسات استماع مطولة للجنة الشؤون الخارجية والأمن والدفاع في البرلمان الأوربي في بروكسل وأصدرت تقريرها في 14شباط 1999 الذي يطالب بتحقيقات قضائية وبيئية وأخلاقية بشان وجود حرب مناخية تشنها الولايات المتحدة الأميركية في إطار برنامج(هارب) تقوم بها لجنة دولية مستقلة . وبالطبع رفضت واشنطن التعاون في إجراء أي نوع من التحقيقات ليطوي النسيان هذه المطالب.

أن هذا الموضوع ذو طابع أنساني تقع على العراق كدولة بكل نخبها السياسية والعلمية والإعلامية مسؤولية البدء بحملة ضغط عالمية للحد من مخاطر هذه الأبحاث التي تمثل اكبر تحدي يواجهه الوجود الإنساني والحضارة البشرية.

أحدث المقالات