الى الصديق فلاح المشعل ……..كاتبا بغداديا صادقا
اجل بغداد…
ربما لم تعد بغداد…
ولكنها بغداد …!!
بغداد التي وسمت لهفتي ودمي
تتقاسم وجدي وحزني…و تودعني
وتلهمني لجتي في الرجوع
أعرف أني منها… أليها…
فتملأ شغفي ارتباطا بها ….
وانتماءا وعشقا لها ….
ودموع
وهي بغداد التي في خيالي
ستبقى أبدا….
صورة الشعر …
ووجه جمال القصائد
ىووجهة أحساس شوق طويل
يشد الزمام لها …
والزمان بها ….
رغم خيول التتار…
وانكساراتها….
و رغم أختلالاتها….
واحتلالاتها ….
وتآريخها …
واختلافات سادتها….
وأحتراقات غربتها …
أنها أختزنت وجهة البوح
ووجه شروق الحياة
وسطوع جمال التذكر…
((آه..بغداد…والحكايات شتى …))
جلال يصب بدجلتها
سماء من الكرخ نحو الرصافة تهفو
وتعكس شمس شروق الرصافة
قمر ابن زريق البغدادي..
وقصائد الشعراء والصور
وجدارية فائق ونصب جواد
وعود بشير …ومقامات ((القبنجي ))
وتراث الغناء الأصيل…
والمسارح و((السينمات….))
و ((الجالغي ))…وحوارات المقاهي
وفضاءات شارع المتنبي ….
وتماثيل الساحات ….
أسواقها والدكاكين والمكتبات
اختزنت شروط نقاء محبتها
واختزلت عشقها
قلبا تملأ رغبته البراءة
واحتفظت بأسرار تواصلها …
وتواصيها ….
وأحتفلت بعشاقها ….
أسراب طيور ملونة كالحياة
وطيوب من عطر الشرق
((يبغدد )) أركانها …
تحتفي أبدا برموز ها ….
وشموخ تتعانق أقماره
يتناغم من منارة موسى الكاظم
والأمام الأعظم مرورا بأقطابها
ومراقد المتصوفة …القديسين والعلماء …
أعبر صوبها….
جسر الأحرار
وادور معها ساحة التحرير
متكأ بنحيب نساء الشهداء
هاربا من لصوص الفساد
مبتعدا عن رصاص الطوائف …
حذرا ….
من أنفجار مفخخة عائمة …
ومحتميا بلافتة سوداء
وأجول بها رغم هذا العناء
عناد يجلجل رهط الغثاء
اجل بغداد …
ربما لم تعد بغداد …
ولكنها أصل كل غناء ……