19 ديسمبر، 2024 1:18 ص

بغداد تصلُح أن تكون عاصمة اﻻمبراطورية الفارسية !!!

بغداد تصلُح أن تكون عاصمة اﻻمبراطورية الفارسية !!!

التصريحات اﻻخيرة  للسيد على يونسي  مستشار الرئيس اﻻيراني حول إن بغداد اصبحت عاصمة لﻻمبراطورية اﻻيرانية لم تكن صدفة وﻻ اعتباطاً فالرجل كان محقاً في وصفه وتصريحه الذي  يحمل في طياته الكثير من الرسائل التحذيرية عابرة القارات.!
الى اﻻصدقاء منهم واﻻعداء . لقد تحدث بكل ثقة ويقين ويعلم جيداً مايقول .
نحن كعراقيين وعرب يجب أن ﻻ نلوم الرجل .. انه يشعر بالزهو … زهو اﻻنتصار الذي فضحه وجعله يتحدث بصوت عالٍ .. إنه الزهو بأخضاع بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد لسلطان الولي الفقيه .. اﻻنتصار الذي سيتبعه انتصارات اخرى  بأخضاع  باقي العواصم العربية .
نعم يجب أن نعترف … لقد تساقطت العواصم العربية الواحدة تلو اﻻخرى واصبحت تحت قبضة ايران … والعرب اما نيام اما متفرجون اوشامتون . ويجب أن نعترف ايضاً بأن إيران ليست ايران التي حاربها العراق  ثمان سنين .. لقد اصبحت ايران اليوم دولة عظمى شئنا ام ابينا  وكل ذلك بفضل شعبها الواعي ورجالها الذين يُضحون بأنفسهم من اجلها الرجال الذين يتمتعون بالشجاعة والوطنية والتفكير الهادئ دون انفعاﻻت  كما ويمتلكون من السياسة والدهاء ما نمتلك نحن من الخوف و النفاق .!
ايران اليوم تتحكم وتمتلك زمام المبادرة بأكثر من ملف سياسي شائك في منطقة الشرق اﻻوسط .. من ملفها النووي  الذي بدأت بوادر حلحلته تلوح باﻻفق رغم المحاوﻻت اﻻسرائيلية لعرقلة ذلك … الى الملف اليمني الذي فرضت فيه ايران وحليفها القوي الحوثيون الخضوع لﻻمر الواقع على الجميع بما فيهم والوﻻيات المتحدة التي قررت التعامل مع اﻻمر بواقعية وبراغماتية ترجمة ذلك بعدم نقل سفارتها الى خارج صنعاء كما فعلت بعض دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي قررت نقل سفاراتها من صنعاء الى عدن .. في اجراء لن يكون له تأثير على الواقع في اليمن .
الى الملف السوري الذي ابدعت فيه ايران وارغمت الكثير من دول العالم والمنطقة على الرضوخ والتراجع عن مواقفها المناهضة للرئيس السوري بشار اﻻسد  حيث اثبتت ايران انها حليف استراتيجي يمكن الوثوق به على اﻻمد البعيد .. فالدعم اﻻيراني منقطع النظير للنظام السوري ولحزب الله البناني كان على جميع المستويات  العسكرية و اﻻقتصادية والسياسية .. وما اشتراك الجنرال قاسم سليماني  قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اﻻيراني في المعارك الدائرة على اﻻرض السوريه اﻻ دليل دامغ على هذا اﻻلتزام والدعم .. هذا الرجل رغم اختﻻفنا معه في الكثير من المسائل لكنة يبقى اسماً موثراً في الكثير من مناطق  النفوذ اﻻيرانية .. فهو القائد الميداني والمخطط للكثير من المعارك الدائرة اﻻن على اﻻرض السورية والعراقية والتي كان ابرزها معركة تحرير محافظة ديالى من ايدي تنظيم داعش اﻻرهابي واﻻن في وصﻻح الدين التي صارت قاب قوسين او ادنى من تحريرها .
إن خوف العرب وتقاعسهم عن التصدي للمشروع اﻻيراني في بدايته جعل من ايران اليوم قوة عظمى .. فدويلات اﻷبل والبترول ﻻزالت تبحث عن من تورطه لخوض حرب مع ايران بالنيابة عنها كما فعل صدام حسين في السابق ولم يجني من حربه مع ايران الا الدمار للعراق وشعبه .. وهاهم اليوم يجربون حظهم و يحاولون أقناع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل في اليمن مستغلين اوضاع مصر اﻻقتصادية المتردية وحاجتها الى المساعدات .. لكن السيسي ليس بهذا السذاجة  فهو رجل عسكري محترف يعرف جيداً معنى الحرب  خصوصاً إن كان الخصم فيها دولة كأيران .
فلماذا الشجب واﻻستنكار لتصريحات السيد على يونسي .. ﻻنه كشف خوفكم وتقاعسكم
ام ﻻنه فضح عمالتكم وخيانتكم .. اهدأوا وكونوا كوزارة خارجيتنا فهي إكتفت باﻻستغراب من تصريحات السيد المستشار .!!! .. وانتم بأمكانكم أن تشجبوا وتستنكروا وتستغربوا ما شئتم  فبغداد  لم تكن قريبة يوماً من متناول ايديهم كما هي اليوم .. انها في منتصف منطقة نفوذهم  وبالفعل تصلح أن تكون عاصمة ﻻمبراطوريتهم .
وإن كنتم عميان ولم تشاهدوا صور الخميني  والخامنئي في بغداد ..فأنتظروا حتى ينجلي غبار المعارك مع داعش وستجعل ايران من قوات الحشد الشعبي حرس ثوري عراقي على غرار حرسهم .. وسيدوس الجنرال قاسم سليماني بقدمة على رأس كل من يعترض على ذلك  مخاطبهم .. لقد عدنا ايها العربُ.

[email protected]