23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

بغداد .. بين دولة الفقيه ودولة الخلافة ؟ 

بغداد .. بين دولة الفقيه ودولة الخلافة ؟ 

مرة اخرى يشن تنظيم داعش الارهابي هجوما على بغداد فهجمات الامس تحمل عدة رسائل ابرزها الرد على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وتظاهراته المليونية التي خرجت الجمعة الماضية حيث استهدف هذا الهجوم ” النادر” حسينية في منطقة ابو غريب, وبدلا من ان تسعى الحكومة جادة لتقييم الخلل والخروقات الامنية بدات كما المعتاد تتقاذف الاهتمامات وترمي اسبابه على شماعة الازمات , فأي ازمات يقصدون ؟ فالعراق يعاني ازمة تلو الاخرى وفي كل مفاصل الدولة , أزمة اقتصادية , اجتماعية , سياسية , امنية , الخ…. اما فيما يتعلق بازماته مع محيطه العربي فحدث ولا حرج فان اي تصريح لاي مسؤول عربي حول دعم العراق او مساعدته للخروج من كبواته عبر تشخيص الخلل تثار حوله موجة من الانتقادات والردود المعادية كما حدث مع تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي راى ” ان محاربة الارهاب يكون بالقضاء على يستوجب البحث عن كل ما يؤدي إليه ونقضي عليه، فلا يمكن أن نفرق بين داعش والنصرة من جهة، والجماعات المدعومة من قبل إيران سواء كانت من كتائب أبوفضل العباس، أو جماعة بدر أو الحشد الشعبي، فهم يفعلون ما يفعلون في سوريا والعراق” . فتصريحات المسؤول الاماراتي لم تاتي من فراغ انما من واقع ووثائق وتقارير انسانية وشهادات حية لمدنيين ذاقوا الامرين من هذه الجماعات المسلحة التي تأتمر من ايران . ولا يمكن لنا ان نستعجب او نندهش من التصريحات الحكومية في العراق, فالامر ليس عجيبا من دولة ترتهن للنظام الايراني ويحاول سلخه عن محيطه العربي  ولان طهران تعتبر بغداد عاصمة لها او حديقة خلفية وفقا لتصريحات المسؤولين الايرانيين. الهجوم الداعشي على بغداد كان بمثابة ناقوس الخطر وجرس انذار للمسؤولين العراقيين ليستيقظوا من غفلتهم ويضعوا خلافاتهم على المناصب جانبا ليتوحدوا امام خطر احتلال داعش للعاصمة فاذا سقطت عاصمة الرشيد يعني انهار العراق باكمله .