23 ديسمبر، 2024 4:40 م

بغداد-اربيل..أزمة قلقة ومقلقة!!

بغداد-اربيل..أزمة قلقة ومقلقة!!

لست من السبابين ولا الشتامين ولا المراوغين بل أستيقضت من حلم وردي خدعني بشعارات العراق المحكوم من أبنائهوالنافضعن نفسه غبار الحكم الشمولي الاستبدادي والحقيقة أننا بأنفسنا ساهمنا بصناعة دكتاتوريات جديدة أستمدت الشرعية من أصواتنا الجاهلية!!
نعم الجاهلية لانها أعطت الثقة للعصبية الطائفية او العرقية دون النظر للأكفاء وليس مستغرباً فأجدادنا السابقون فتكوا بعلي وغدروا بالحسين لصالح أرذال خلق الله ماذا ينتظر من ذراريهم غير البؤس في الخيار وبشائع الافعال وتلك سنن القدر عند اهل العراق على مر التاريخ ,فديدننا الخداع بالشعارات وعدم التميز بين صالح القوم وطالحهم..
لفت أنتباهي توقيت تصاعد فتيل الازمة بين أقليم كردستان والمالكي في الاونة الاخيرة على نحو غير مسبوق مع بدء العد التنازلي للانتخابات المحلية وكأن كلاً من الرجلين البرزاني والمالكي يريدان أن يصبحا بطلان قوميان أمام جمهورهم عبر سياسة شحن الشارع وأشغاله بنقص الخدمات وانعدام الامن وضعف الاقتصاد والفساد الذي أصبح قاعدة والنزاهة استثناء في مؤسسات الدولة بالنسبة للمركز من جهة وترسيخ حكم الاسرة والعشيرة بالنسبة للاقليم الشمالي من جهة اخرى!!
هذه القصة بكل فصولها وتفاصيها والكثير مخدوع بمشاهدها السخيفة فأين كان الاكراد من تشكيل غرف العمليات العسكرية منذ 6 أعوام في أكثر من محافظة عراقية ولم نسمع بصوت كردي يعترض كونها ليست دستورية كما يحصل الان؟!!
وهل تذكر السيد المالكي أن حلفائه في الاقليم مستحوذون على مقدرات المناطق المتنازع عليها في هذا التوقت بالذات وماذا عن السنين السابقة أكانوا حملاً وديعاً أم ماذا؟!!
بصريح العبارة أن البرزاني أستغل تلك الازمة كثيراً لانها صورته زعيماً قومياً متصدياً لشوفينية البعبع الحاكم في بغداد وبذلك التف كل الشارع الكردي حوله وحتى الرئيس طالباني ذهب مهرولاً ليعلن الطاعة والاسناد ويقيم في اربيل لأكثر من أسبوعين على غير عادته تاركاً بغداد والسليمانية كذلك المعارضة السياسية في الاقليم متمثلةً بحركة التغير بزعامة نيشروان مصطفى والقوى الاخرى بتصديها لأستبداد البرزاني ودكتاتوريته عطلت بالكامل أزاء ماحصل مؤخراً وهذا ماتجلى في الرسالة التي بعثها زعيم كوران الى رئيس الوزراء شكره فيها لانه صنع من البارزاني بطلاً لايكسر مدافع عن الاعراض والعباد ضد الطموحات العربية!!.
أما أبوأسراء فمستفيد من سذاجة الشارع الشيعي المطبل للأزمات والمصفق لها فتراه لاينفك من الدخول في أزمة حتى يدخلنا في أخرى لعلمه أن ذلك سيغطي على فشله بجميع القطاعات الحياتية دون أستثناء والمصيبة أن تماديه جعله لايسمع ولايرى مايقوله أبناء جلدته الذين يحاولون أن يطفؤا ناراً اشعلها وقادة أئتلافه بتصريحاتهم المؤججة للفتنة وحتى دخول ايران على خط الازمة لثني المالكي عن التصعيد لم يفلح الى الان لعلمه أن نتاجه الانجازي صفراً على الشمال!!.
المحصلة ان هناك من يخاطر بمقدرات ومصالح العراق لغايات سياسية خبيثة دون الاكتراث بالمصلحة العامة وذلك قد يعطي عواقب كارثية أذا ما أستمر المتنازعيين بغيهم وطيشهم السياسي والله الساتر!!