قد يكون الفشل السياسي في العراق سببه البعث الصدامي الذي إنخرط أعضاءه في جميع مفاصل الدولة العراقية؛ ولهؤلاء خبرة أكثر من 35 سنة خاضوها تحت أمرة قائدهم الضرورة صدام حسين, واليوم يهللون منافقين لقائدهم الجديد السيد نوري المالكي (حفظه الله ورعاه).
أخشى أن تكون الرؤوس الكبيرة في قيادة البعث أو ما أسموه (العودة )هي من تُدير وتدمِر العملية السياسية في العراق.
إن الغاية الحقيقية لإفشال العملية السياسية في العراق, هي لإقناع الشعب إن الأحزاب والمنظمات الوطنية, التي قارعت النظام الصدامي المجرم, لا تستطيع إيصال الشعب العراقي الى برّ الأمان, وعندما تكون المقارنة بين زمن صدام وبعد عام 2003 أمنياً, سيتصور البعض؛ إن زمن صدام كان بالتأكيد (أكثر أمان) ولهذا أسبابه: ولكم التفاصيل؛ كان صدام حسين مدعوماً من أغلب دول الخليج , ومن دول عظمى أمنياً وعسكرياً وأقتصادياً, رغم الحصار الاقتصادي الظالم الذي عاناه الشعب العراقي فقط واليوم, يحصل العكس تماماً..! فدول الخليج تسّخر أموالها لزعزعة إستقرار العراق وكذلك تركيا وبعض دول الجوار, غاية بعضهم الإنتقام لأبنهم البار صدام حسين, والبعض الآخر الإنتقام من الشعب العراقي لأنه ساهم في حروب صدام حسين مكرهين؛ إننا اليوم في العراق نعاني ولاءات مختلفة, وأتأسف أن تكون هذه الولاءات ليست للوطن؛ بل للدولة الداعمة أو للدولة صاحبة (الهوية الثانية), لتكن”الإنتخابات البرلمانية القادمة مفترق طرق” وعلى جميع من إنضم الى كيان أو أئتلاف؛ أن يعي الخطر المحدق بالعراق وحجم المؤامرات التي تُحاك ضده, ولنتذكر المؤامرات التي قادها حزب البعث ضد الزعيم عبدالكريم قاسم, هذا الزعيم الذي تنفذ مشاريعه ومخططاته الى يومنا هذا, ولنتذكر حرب 1980 التي إستمرت ثمانِ سنوات ولنتذكر السياسة الخاطئة التي إستخدمها البعث في تعامله مع الكويت, لنضع كل ذلك صوب أعيننا ولنبدء بسن وتشريع قوانين لأنفسنا لكي نستطيع خدمة العراق.
كلامي هذا موجه الى جميع ينوي ترشيح نفسه للإنتخابات البرلمانية القادمة.
ولمن مازال تحت سيطرة فكر البعث, عليه أن يتحرر من هذا الفكر لكي يستطيع التوائم مع الظروف, ومن لا يستطيع التحرر من أفكاره الصدامية البعثية؛ عليه أن يبتعد ويترك العراق للعراقيين الذين قرروا ترك الأزمات خلف ظهورهم ورفع شعار(العراق أولاً..).
وهذه دعوة للجميع مع الأمنيات بالنجاح لكل من ينوي خيراً وإصلاحاً لهذه الأمة.