23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

بعيداً عن 20 مدرعة… نساء و “أراكيل”

بعيداً عن 20 مدرعة… نساء و “أراكيل”

إنها طالبة تدرس في كلية الطب، بينما الأخرى لم يتبق لها سوى أشهر لتشهر شهادتها في القانون. هكذا كانت تسرد قصتها وهي تحاول تبرير عملها كنادلة في أحد مقاهي الأركيلة حتى تستطيع توفير متطلبات أخواتها واحتياجات العائلة بعد أن تقطعت بهم سبل الإعانة لتختار لنفسها الاحتراق على جمرات الزبائن ودخان “الشيشة”. صديقتها الأخرى تشابهت معها في الاحتراق ولكن تختلف معها في “شرارة القدح”، فهي لم تلتق مع والدتها أبداً ولا تعرف شكلاً لها. مجرد حكايات تلقى على مسامعها من زوجة أبيها وتصريحات مسربة يعلوها “الخدر” لوالدها “الثمل” منذ عشرين عاماً، ولكن الحقيقة التي تدركها جيداً أن عليها إطعام تلك الأسرة المتخمة بالأطفال حتى لو كلف الأمر القفز على “المهنة”.

تناولتا الاتهامات للقدر. تبادلتا التهم والشتائم لجنون العدالة وهوس العيش بكرامة، فتحتا ملفات سرية لعمليات جرت في غرف مغلقة وأخرى في شوارع مظلمة. أحاديث عن زبائن متعبين جل أمنياتهم الظفر في ابتسامة منهن أو خطأ مقصود ومتفق عليه لملامسة أصابعهن وهن يقدمن “الطعم” على شكل أركيلة. لايهم البعض يفرغ ما في جيبه حتى ينال جلسة “غانية” بجواره ولو على عجل. الأمر لم ينته ونزف الأسرار مازال متدفقاً. هنا بدأ الحديث عن خلل في اتفاقيات موقعة خارج “قدسية” المقهى، لم يلتزم الطرف الآخر في الإيفاء ببنود ما وقع عليه، ولكن الزبائن غير متساوين، فالبعض منهم كان أكرم من “العقد والاتفاق”. شارفت السيارة على الوصول، ومازال عطرهن كحديثهن يملأ الفضاء، ويحرك الكثير من الأشياء الساكتة “خجلاً”، ولكن الحوار أخذ يدخل في “هذيان” السياسة و”شهوة” التحليل، فهي قلقة من القادم وخصوصاً أن عملها أشبه بـ”عقود التراخيص النفطية” فمعظم ما تحصل عليه من أجر يذهب إلى “السكير وزوجته”، بينما الأخرى تقول لها، أنا أصبحت كالذي يتحدث عن “السيادة” والقوات على سرير غرفة النوم