23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

بعد 42 عاما من حکم نظام ولاية الفقيه

بعد 42 عاما من حکم نظام ولاية الفقيه

تتفاخر الاذرع التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بلدان المنطقة بتجربة هذا النظام في الحکم وتعتبره ليس فقط مثلا أعلى لها ونموذجا جدير بالاقتداء وإنما تعمل من أجل إعادة إستنساخ هذه التجربة في بلدان المنطقة وإعتباره بمثابة الحل المنشود لما تعانيه هذه البلدان من مشاکل وأزمات، وتقوم هذه الاذرع بالترکيز على إن هناك تطور في مختلف المجالات في إيران في حين إن بلدان المنطقة تعاني من أوضاع بالغة السلبية بسبب من أنظمة الحکم فيها والتي لاتستطيع التصدي لمشاکلها وأزماتها وتجعل الشعوب تدفع ثمن ذلك!
الحديث عن تجربة النظام الايراني المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الشاذة والطارئة على المذهب الشيعي بشکل خاص والدين الاسلامي بشکل عام، هو حديث ذو شجون وإن مقياس الحکم والمقارنة بشأنه يحدده أوضاع الشعب الايراني ودرجة ومستوى الرفاهية التي يعيش في ظلها، وبعيدا عن کل شئ والاشارة الى جانب واحد فقط من الممکن أن يوضح الموضوع کله من أساسه ويبين لنا بجلاء ماقد حصل عليه الشعب الايراني في ظل حکم هذا النظام طوال 42 عاما من حکمه، إذ أنه وبموجب تصريحات رسمية تتکرر بصورة ملفتة للنظر حتى صارت أشبه بحقيقة ثابتة، فإن أکثر من 60% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر، وإن الشعب الايراني وبسبب من الاوضاع المعيشية بالغة السوء التي يعاني منها صار يضطر لأن يبيع أعضاء جسده وفلذات أکباده وکذك أن يبحث في القمامة وأن يتهافت على المواد الفاقدة للصلاحية التي تم رميها من أجل أن يواصل حياته ويضمن إستمرار معيشته ومعيشة عائلته!
هذا النظام الذي شغل الدنيا بالدعايات الکاذبة والمخادعة لتجربة حکمه فإن الشعب الايراني ليس يعاني من ثقل إستمرار الحياة في ظل هذا النظام فقط بل إنه يعاني أيضا من مصادرة حرياته وإن صدور 67 قرار إدانة دولية للإنتهاکات الفظيعة التي يقوم بها في مجال حقوق الانسان دليل علني واضح على مايعانيه الشعب الايراني في ظل هذا النظام، والاهم من ذلك إن أولئك الذي يزعقون ويمتدحون تجربة هذا النظام في الحکم ويعتبرونه مثلا أعلى لهم ويعملون من أجل إستنساخه، فإن عليهم أن يخبروننا عن البنية التحتية لهذا النظام وعن ماقد حققه من تقدم في مجالي صناعته وزراعته من تطور وتقدم، والاهم من ذلك أن يشرحوا لنا معنى التصريح الملفت للنظر لوزير النفط الايراني زنغنه الذي أدلى به الاثنين الماضي والذي قال فيه: “زيادة طاقة إنتاج النفط الإيراني تعزز أمن إيران ونفوذها السياسي. النفط ليس مجرد قوة اقتصادية”، ذلك إن نظاما وبعد مرور 42 عاما على حکمه، لايزال يعتمد على النفط کقوة وکأساس لسياسته وإقتصاده، ونترك الحديث عن بنيته التحتية التي فضحتها الظواهر الطبيعية من سيول وزلازل وبينت هشاشتها، وماجرى من في الاستعدادات الجارية لإنتخابات الرئاسة والتي أثبتت کذب وزيف عملية الانتخابات الجارية في ظل هذا النظام، کل ذلك يثبت حقيقة أن هذا النظام ليس إلا تجربة فاشلة رفضها ويرفضها الشعب الايراني ويناضل بکل طاقته من أجل تغيير هذا النظام!