بعد 16 عاما من الصبر والانتظار ، متى ستعاد أموال المودعين في مصرف الوركاء ؟ّ

بعد 16 عاما من الصبر والانتظار ، متى ستعاد أموال المودعين في مصرف الوركاء ؟ّ

العنوان الذي ذكرناه لسان حال مواطنين عراقيين وقعوا ( ضحايا ) مصرف الوركاء ، وهو من المصارف العراقية التيتخضع لأحكام قانون المصارف رقم 94 لسنة 2004 الذي كفلبموجبه الحقوق عند التعامل مع المصارف بمختلفالفعاليات ، وما حصل باختصار إن مجموعة من العراقيينأودعوا أموالهم في مصرف الوركاء الأهلي باعتباره مؤسسبموجب القانون وهو من المصارف الأهلية المهمة التي كانلها اعتبار كبير في القطاع المصرفي في البلاد ، وبعد أنوثقوا ( أفرادا وشركات ) بهذا المصرف ووضعوا فيه أموالهم( التي بلغت 334 مليار دينار في الحسابات الجاريةوالتوفير والحوالات بالدينار والدولار ) على أمل الحفاظعليها وسحبها عند الاحتياج باعتبارها إيداعات ، تفاجأالجميع بقيام المصرف بغلق أبوابه عام 2009 ، وأعلن انهيعاني من عسرة مالية ستزول بعد أيام وتوارت إدارته عنالأنظار وتولى إدارة شؤونه البعض من موظفيه لا حول ولاقوة لهم سوى الطمأنة وإعطاء الوعود ، واستمر هذا الحاللأيام طوال وبعدها استبشر الناس خيرا بقيام البنك المركزيبوضع الوصايا على المصرف أملا في إيجاد مخرج سريع وعادل للجميع .

وأمل المودعون بان ينجلي الموقف بعد أيام فهم فالمتعهدبالحل هو البنك المركزي وهو أعلى سلطة مالية في البلاد ،ومرت الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات والبنك المركزي لميتخذ إجراءا يعيد الحقوق منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ،وخلال السنوات أل 16 ( 2009 – 2025 ) التي مضت سمعناالكثير من الوعود وبشائر الأمل والانفراج فمنهم من قالالتعويض ومنهم من قال الاندماج كما قيل إن المصرف دخلمرحلة التأهيل ووافق مسجل الشركات لزيادة رأسماله إلى270 مليار دينار ، إلا إن الأحداث أثبتت إنها مجرد أمنيات ،فالوركاء أغلق جميع فروعه وبقي له مقرا وحيدا ( في منطقةالمنصور ) ، ولان الوضع باق على حاله دون إجراء من البنكالمركزي صاحب الاختصاص ودون مبادرات من الوركاءباعتباره صاحب البلاء والابتلاء ، فقد اضطر بعض المودعينباتخاذ ما يرونه مناسبا لكي تعاد لهم الأموال ، فالبعضقدم الدعاوى لدى القضاء والبعض تظلم لكل الجهاتوالسلطات في الدولة ولم تفضي جميعا لاتخاذ ما يناسبأصحاب الأموال من معالجات ، وتحت الاضطرار ولإسماعالأصوات فقد نظمت عشرات الوقفات والتظاهرات ( السلمية) بعضها أمام الوركاء والأخرى أمام البنك المركزي وحتىبناية مجلس الوزراء ولا جواب .

والمودعون المطالبون بحقوقهم لا يستطيعون الحضورباستمرار وإسماع الأصوات ، فخلال السنوات ال16 رحلبعضهم إلى رحمة الله وأصيب البعض بالكبر والعجزوالأمراض ونسبة كبيرة منهم ليسوا من سكان بغداد وإنمامن المحافظات وخارج العراق لان الوركاء الذي ظفر ( بالغنيمة ) كانت له عشرات الفروع داخل وخارج العراقويمارس نشاطاته علنا وليس بالخفاء ، ومن العجب كيفيصمت ضمير من يعنيهم الأمر على هكذا مأساة ؟ ، ولماذا لمتتخذ إجراءات حازمة على المصرف ومن تسبب بإضاعة هذهالمليارات ؟ ، وما ذنب المواطن الذي قصد الأمان فتحول رصيدأمواله في المجهول ؟ ، نعم مجهول لان الأموال لم تعادوخلال هذه السنوات انخفضت قيمتها الاقتصادية كثيرابسبب التضخم وضياع الفرص ، وليس خافيا القول إن منهمتعرضوا لمختلف الحالات فتوفوا لأنهم لا يمتلكون ثمنالعلاج والبنك المركزي لم يستجيب لمثل تلك الحالات ،والاستجابة الوحيدة تمت قبل شهرين عندما علم المودعونبان البنك المركزي اقرض الوركاء مبلغ 50 مليار لكي يعيدنشاطه ، فبعد التظاهر أمام البنك المركزي ومقابلة بعضالمسؤولين وعدوا بإعادة جزء من أموالهم ، والأمر الغريب إنمقدار ما صرف لهم من مدخراتهم هي نسبة ( 4% ) .

وبغض النظر عن الأسباب والخفايا التي أوصلت المصرفلهذا الحال ( وهو ليس المصرف الوحيد في البلاد الناكلبحقوق الناس ) ، فمن حق ( ضحايا ) الوركاء أن يتوجهوابالسؤال للبنك المركزي ، هل من المعقول أن تحجز أموالالناس طيلة 16 عام لا بسبب ذنب ارتكبه المودع وإنمالأسباب تعود للمصرف ؟ ، وهل يجوز أن يكون الحل مجهولطيلة هذه السنوات ؟ ، فالسكوت يعذب الآلاف من المودعينالذين تغيرت أحوالهم سوءا بسبب ما فقدوه من أموال ، ولايصدق القول إن المصرف سيعيد نشاطه لان هذا الكلام يتكررمن دون نشاط منذ سنوات و زيارة لمقر الوركاء تثبت ذك ،فمنذ استلامه قرض ال50 مليار لم تظهر أية إشارات اوملامح في العودة فمقره لم يتغير فيه شيء لا في الإعلام ولافي الأفعال ، ولمن يعنيهم ولا يعنيهم الأمر في أية سلطة منسلطات الدولة ، هل تقبل ضمائركم بان تودع الملايين منجهد وثروة الناس في مصرف ويتنصل عن إعادة أموالهموقد مضى على ذلك 16 عام ؟ ، والمودعون لا يزالون في حالةمن ضبط النفس وباتوا يقبلون بأية حلول عادلة لإعادةالأموال بالتسويات والتراضي وفي أية مخارج ممكنة بهذاالخصوص ، ويجدون من غير اللائق لسمعة ومكانة البنكالمركزي تكرار وقوفهم للتظاهر أمام بنايته بين حين وحين ،فلا باس في تخصيص دفعات عادلة ومستمرة تمهد لكلالحل ، ونمتلك الثقة بان البنك المركزي قادرا على الحلول فلهالقدرات العالية لولوج هكذا حالات من خبراته وما يمتلكهمن طاقات وإمكانيات ، ويتم التعويل عليه لأنه الراعيوالقائد للقطاع المصرفي في البلاد وحقق الكثير من التميزوالأداء عبر العقود والسنوات .