18 ديسمبر، 2024 9:10 م

بعد نجاح الجماعات الارهابية في توحيد فصائلها هل تنجح قوى الاعتدال في تنسيق جهودها ؟  

بعد نجاح الجماعات الارهابية في توحيد فصائلها هل تنجح قوى الاعتدال في تنسيق جهودها ؟  

خلال لقائه الرئيس السيسي ، على هامش مشاركتهما في اعمال منتدى دافوس الذي انعقد في اﻻردن قبل ايام ، اعاد الدكتور اياد علاوي تأكيده على ان الصراع الذي تعيشه المنطقة ، ومعها العالم ، انما هو صراع بين اﻻعتدال والتطرف ، وهي مقولة رددها نائب الرئيس العراقي قبل ان تبلغ الحرب مستوياتها الحالية  .
علاوي ، الشخصية السياسية الدولية ، يدرك ان الصراع على النفوذ ، كسمة حاضرة في العلاقات الدولية ، سواء كان ايديولوجيا او جغرافيا او على الموارد ، يجب اعادة صياغته ليستجيب للتحديات  التي يفرضها التطرف واﻻرهاب على المنطقة ، واحلال التعاون الحقيقي بديلا عنه وصوﻻ الى دحر المخاطر الجدية للفكر المتطرف والممارسات اﻻرهابية .
دعوة المسؤول العراقي تتوضح بدﻻلة تصريحات سابقة اعتبر فيها ان ” اﻻعتدال الشيعي يخشى التطرف الشيعي ، واﻻعتدال السني يخشى التطرف السني ” ، عندما مد تلك الخشية من داخل الطائفة في الدولة الواحدة ، الى المخاوف التي تعتري حكومات اﻻعتدال في بعض الدول من حكومات التشدد في دول اخرى  ، وكذا الخوف من فصائل التطرف داخل بلادها ، سيما ان بعض الجماعات المحلية باتت تشكل دولا موازية داخل الدولة الام بما تستحوذ عليه من الموارد والسلاح والنفوذ وعناصر القوة اﻻخرى .
علاوي ، ومعه الكثير من القيادات العربية ، يرون ان المعركة باتت مكشوفة في عناصرها وأهدافها ، فالتطرف قد اختار لنفسه موقع العداء السافر للجميع ، بما يلغي خيارات المعتدلين على تجنب المواجهة ، كما ان تردد بعض الحكومات في مقاومة التطرف ، داخل بلادها ، او دعمها له في بلدان اخرى ، ضمن حسابات خاطئة لتعزيز النفوذ الاقليمي ، قد انتقل بالتشدد الى مستوى العنف الذي ارتد عليها واصبح مهددا لوجودها . الدافع الاخر الموجب للتعاون والتنسيق بين اطراف معسكر الاعتدال هو توحد أخطر فصائل اﻻرهاب في كيان واحد هو تنظيم ” داعش “.
هذه التطورات تقف وراء التصريحات والتقارير الصادرة عن اهم القيادات العسكرية والسياسية الغربية ، الامريكية خاصة ، ومراكز الدراسات الدولية الرصينة ، والتي أخرت توقعات القضاء على داعش لسنوات لاحقة قد تمتد الى عقد كامل من الزمن، وهي مؤشرات خطيرة على قوة التنظيم ، تحتمل مفاجآت غير سارة اذا مااستمر ضيق الافق المتحكم بعلاقة قوى الاعتدال في المنطقة .
تأكيد البعدين ،  السياسي كأساس والعسكري كنتيجة ، في المعركة مع الارهاب ، والذي يمثل متلازمة في ستراتيجية علاوي للانتصار الناجز ، يكشف الصفحات العديدة لهذه الحرب على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية ، وفي مقدمتها تحقيق المصالحة الوطنية في الداخل ، وتعزيز التضامن العربي والاقليمي ، وزيادة التنسيق مع التحالف الدولي في مجال اعتماد الخطط الحربية المتكاملة وتبادل الجهد الاستخباري وتكثيف وتركيز الضربات الجوية ، واعتبار سوريا والعراق ساحة معركة واحدة ، حيث صبت زيارات علاوي ولقاءاته مع الزعامات العربية والدولية في تعزيز هذا التوجه ، من تدريب وتسليح وتجهيز القوات المسلحة ولاسيما قوات المهمات الخاصة لتنفيذ عمليات نوعية من ضرب لمراكز القيادة والسيطرة والامساك باﻻرض .
هذه المحاور في طروحات السيد علاوي ، بالذات مايتعلق منها بالمصالحة الوطنية وعقد مؤتمر اقليمي برعاية دولية لمواجهة التطرف والارهاب ، لاقت ترحيبا امميا عكسه لقاء الاخير مع مبعوث المنظمة الدولية السيد يان كوبيش ، يوم الجمعة الماضي ، حيث وعد بان تشكل محاور لقائهما اطارا للطرح الاممي في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب والذي ينعقد خلال اﻻيام القادمة في العاصمة الفرنسية باريس .
هنا لابد من التنويه الى الاستعداد العربي الواضح لتقديم دعم غير محدود للعراق وشعبه ، بكل اطيافه ودونما تمييز ، في حربهما على الارهاب ، وهو ماعبرت عنه زعامات عربية كبيرة على راسها الرئيس السيسي ، وجلالة الملك عبدالله الثاني ، واميري دولتي الكويت وقطر ، ورئيس وزراء المغرب ، وغيرهم ، خلال لقاءاتهم الاخيرة مع السيد نائب رئيس الجمهورية .