22 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

بعد منتصف الليل

شوارع خالية بصورة نهائية لاتعرف ليلها من نهارها الى بصوت بائع الغاز وانت تسمع الموسيقى التي تصدح اصواتها من سيارته في وسط النهار…
مدنّ اصبحت خاوية من المارة يخرج ساكنيها عند الضرورة وللضرورة احكام كما يقال…
اسواقاً لاتعرفها انها في شوارع تجارية وانت تعبر من قربها الا اذا رأيتها قبل زمن الكورونا… اسواقاً مغلقةً محلاتها ودكاكينها لاتسمع فيها اصوات وعويل النساء كالمعتاد وهن يتعاملن مع اصحاب تلك المحلات عند التبضع….
بضائع معروضة في محلات معدودة بنصف اسعارها بسبب قرب نهاية صلاحية استخدامها وكما يقولون في المصطلح السوقي اكسباير…
كل هذا في زمن فايروس كوفيد 19….
عيادات الاطباء مغلقة والدوائر الحكومية مقفلة ابوابها والمدارس والجامعات اصبحت اسماء بدون حياة…
الصور تأتينا من اطراف المدينة بان هناك ربيع والاراضي خضراء والزهور تتلائى في كل مكان والحياة البرية بنباتاتها وحيواناتها لايخفيها كورونا ومن معه لانه فايروس لايصيب الا الانسان ذوي المناعة التنفسية الضعيفة….
في شوارع المدينة تجد المارة ويمثلون قلة قليلة من الناس المضطرين للخروج وفي ساعات النهار الاولى فقط وهم يسيرون بدون سيارات وعلى شكل انفرادي وبدون تصافح وتعانق في الشارع لان التحية اصبحت شفهية فقط وبدون ملامسة..
لايوجد في شوارع المدينة سوى سيارات الاسعاف وعجلات دوريات الشرطة…
اغلقت المساجد ابوابها في الصلوات الخمسة ليس من قلة الايمان والمصلين ولكن من باب الحذر والابتعاد عن التهلكة لان هذا الفايروس معدي ومميت…
نجلس في البيوت ونسمع الاخبار ونحن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت نقرأ القصص والخواريف وكلا يعبر على شاكلته فهناك من اصبح محلل صحي ويقوم باعطاء التعليمات الصحية حسب مزاجه ومعرفته ويتكلم عن طريقة معالجة هذا الوباء الخطير وكيفية القضاء عليه بطريقته الفطرية البدائية وقد تناسى ان اكبر واطور مختبرات في الدول المتقدمة عجزت عن ايجاد العلاج لهذا الفايروس…
وآخرون يبعثون لنا مقاطع فيديوية ترفيهية قام باداءها اشخاص يحبون النكتة او كما نسميهم اليوم تحشيش تدور حول الهلع والخوف من فايروس كورونا… والقسم الاخر يرسل لنا احاديث نبوية او آيات قرآنية يعتقد مرسلها ان قرائتها شفاء من هذا الوباء…
كل هذا يحصل في مجتمعنا اليوم ومع حظرا لمنع التجوال ومطالبون بتطبيقه والجلوس في بيوتنا وقايةً من انتشار المرض…
ومازالت مستشفياتنا تستقبل المصابين وتتعامل معهم رغم الامكانيات المحدودة والذين نتمنى لهم الشفاء العاجل والعودة الى منازلهم وعوائلهم سالمين معافين ان شاءالله….
اليوم في زمن الكورونا الغيت كل المناسبات من اتراح وافراح واصبحت التعازي عن طريق الاتصال عبر الموبايل فقط… والكل يعذر الكل….
هذه المقالة كتبتها واتمنى ان اقرأها بعد فترة قصيرة وقد عادت الامور الى طبيعتها وعادت الحياة في الشارع والاسواق بدون هلع اوخوف….
ونصيحتي الى الجميع الالتزام والجلوس في البيوت خوفاً على أنفسنا وعوائلنا… والله خيراً حافظا وهو ارحم الراحمين…..

أحدث المقالات