23 ديسمبر، 2024 10:46 ص

بعد ما ننطيهة..ديمقراطية أم ديكتاتورية ؟

بعد ما ننطيهة..ديمقراطية أم ديكتاتورية ؟

شعار التغيير أصبح مطلبا واسعاً، بدليل ان العديد من القوائم السياسية، تحمل اسم التغيير، ومن لم تحمل اسم التغيير؛ رفعته شعاراً.
بهذا أصبح التغيير مطلباً عاماً، حتى ان المالكي نفسه تحدث عن التغيير، ولم يستطع في جولاته الانتخابية ان يتغاضى عن هذا الشعار والمطلب الشعبي الواسع.
اذن فالتغيير صار مطلباً واسعاً وتبناه الجميع، ومن ضمنهم من هو مطلوب تغييره. لكنه فكر بالتغيير وتبنى شعار التغيير من زاوية أخرى، هم يريدون ان يغيرونه ويغيرون منهجه الذي فشل في إدارة الدولة، بينما هو يريد ان يغير آليات السلطة، بدلاً من الشراكة الوطنية التي هي الوسيلة الوحيدة لحفظ وحدة العراق.
المالكي لجأ الى أسلوب الأغلبية السياسية، بتغيير نمط تداول السلطة، وهذا الأمر يعيدنا الى التفكير بموضوع الديمقراطية، فالبعض يؤمن بالديمقراطية كمنهج لإدارة الدولة، فيما آخرين يؤمنون بالديمقراطية كوسيلة للوصول الى السلطة.
للديمقراطية معنيان: أن تكون الديمقراطية وسيلة لتداول السلطة، وتحقق ما تريده من خلالها، وهذا هو منهج الحزب الحاكم! فهم يصرحون بأن الديمقراطية لديهم مجرد أداة للوصول الى السلطة لتحقيق برنامجهم، من دون ان يوضحوا ما هو هذا البرنامج! فيما يقول آخرين: كلا أن الديمقراطية هي وسيلة لإدارة الدولة بمعنى ان تكون منهجاً للتفكير، بمعنى ان تكون الديمقراطية هي وسيلة الحكم، بمعنى ان تدار مؤسسات الدولة بطريقة ديمقراطية ومنهج ثابت، سواء أتى ذلك الحاكم أو غيره.
لكن آخرين تنتهي علاقتهم بالديمقراطية، لحظة وصولهم الى السلطة، وهذا ما يفسر شعار (بعد ما ننطيهة).
ذلك الشعار ربما قيل في لحظة نشوة، او في لحظة غضب، لكن خلف ذلك الشعار فلسفة، وهذه الفلسفة هي التي قادته الى ان يتبنى الديمقراطية للوصول الى السلطة، وما يتحدث به عن التغيير هو تغيير آليات إدارة الدولة وليس تغيير المفسدين، وليس تغيير المنهج، فثمة فارق شاسع بين تغيير الآليات وبين تغيير المنهج.
التغيير الذي تدعو اليه المرجعية ويتحدث عنه الأكاديميون والمثقفون؛ هو تغيير منهج الديمقراطية الذي انحرف عن مساره الصحيح، من منهج استخدام الديمقراطية كوسيلة للوصول الى السلطة، الى منهج تحكيم الديمقراطية كفكر ومنهج ثابت.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى حصن وثيق. فرحم الله امرؤ علم فأناب وسمع فأجاب.