18 ديسمبر، 2024 5:23 م

بعد فض الاعتصامات .. كيف السبيل الى التغيير ؟!

بعد فض الاعتصامات .. كيف السبيل الى التغيير ؟!

الان انتهت الاعتصامات وخرج الجميع من المنطقة الخضراء بعد تصعيد بدأ بدخول المتظاهرين القصر الحكومي والقصر الرئاسي صاحب ذلك اعمال عنف راح ضحيتها شهداء وجرحى .. انتهت الاعتصامات تلبية لدعوة السيد مقتدى الصدر من دون حتى الاشارة من قريب او بعيد الى مطالب الشعب المشروعة بحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة بعيداً عن مشاركة احزاب السلطة ، ما يعني اعادة الحياة لعملية سياسية ولدت اصلاً ميتة بسبب طبيعتها المحاصصاتية .. انتهاء الاعتصامات بهذه الطريقة ،و الردود الترحيبيه دولياُ واقليمياً وداخلياً بكلمة الصدر ووصفها بالتاريخية ، كان متوقعاً ولم يفاجيء الكثيرين ،بضمنها احزاب وشخصيات وطنية فشلت مرة اخرى في اثبات حضورها الفاعل على ساحة الاحداث واكتفت طيلة ايام الاعتصامات بتصريحات وبيانات تأييد من دون مشاركة فاعلة باتجاه التغيير الجذري الذي هو مطلب الشعب في كل العراق ..
الاسئلة التي تطرح نفسها الان وبعد كل هذا كيف السبيل الى التغيير ؟ ! وهل يمكن ان تعيد احزاب السلطة حساباتها وتتخلى عن ممارساتها المحاصصاتية ؟.. ولمصلحة من استمرار احزاب السلطة بنهج اعترفت هي بفشله ضاربة عرض الحائط كل ما حصل من تظاهرات واحتجاجات وانتفاضات شعبية ؟ ومتى تراجع التيارات الوطنية بمختلف مسمياتها مواقفها وتبحث اسباب عدم حضورها الفاعل في الاحداث ؟ اسئلة كثيرة وقلق ووجع في نفس كل مواطن بعد ان تأمل ان يشهد العراق خطوة ولو بسيطة باتجاه انقاذ العراق مما هو فيه ..
الاجابة ليس يسيرة خاصة وان الاطراف الدولية المؤثرة ما زالت تدعم عملية سياسية فاشلة رفضها الشعب ، غير ان ما علينا ان نتمسك به كمواطنين هو ابعاد اليأس عن نفوسنا والثقة بان التغيير الشامل والجذري ات لامحالة طال الزمن ام قصر ..والتمسك بالثابت الوطني بعيداً عن المحاصصة ومواجهة دعوات تقسيم المجتمع العراقي الى مكونات وترسيخ قيم الوحدة الوطنية .. اما احزاب السلطة الفاسدة فانها ستعمل على تكريس المحاصصة التي من دونها ستفقد امتيازاتها السلطوية التي تتيح لها التحكم بمقدرات العراق ونهب المال العام .. ان مصلحة احزاب السلطة مهما بدا بينها من اختلافات هو تجنب الصراع بينها كما ان من اولويات وظيفتها التي كلفها بها المحتل هو عرقلة اي خطوة باتجاه استعادة العراق لعافيته ، لذا تراها تعمل على قتل احلام وتطلعات الجماهير بكل وسيلة ونشر التخلف والتضليل في محاولة لزرع اليأس لديها من امكانية تطهير العراق من الفساد والفاسدين .. وهنا نصل الى السؤال المهم والخطيروالاخير المتعلق بمراجعة القوى والشخصيات الوطنية مواقفها وهو ما نسمع عنه باستمرار من دون ان نلمس له نتائج على ارض الواقع مع الاسف ..
وهنا تتطلب الصراحة ان نقول انه حان الوقت للاحزاب والشخصيات الوطنية وفي مقدمتها ثوار تشرين ان تبادر الى عقد مؤتمر وطني موسع تناقش فيه بشجاعة اسباب ضعف تاثيرها في الاحداث والتظاهرات والاحتجاجات الشعبية ومناقشة ما حصل في كل منها واسباب الفشل في تحقيق الاهداف .. فهل نسمع عن مبادرة كهذه تكون بعيدة عن الانانية والتصريحات والشعارات البعيدة عن الواقع ؟! هذا ما نتمناه وعاش العراق عاش العراق .