اللعبة السياسية وما يتخللها من خداع ومراوغة وتظليل، تنسج ليلا، وتختفي نهارا، سريعة التغّييُر، ذات كواليس مرعبة، مبهمة شخوصها، مجهولة هويتها، سرعان ما تتبدل الأدوار، وتأخذ أبعادا خارج عن المألوف، متجهة نحوى المجهول، لا يجيد تفسيره سوى الممثلون أنفسهم.تسارع الأحداث، وخطورة المواقف، تنذر بخطر حقيقي، وأيادي خفية تحرك المشهد العراقي خلف الستارة، إعلان الأزمات والبحث عن حلول، لمشاكل لم تكن موجودة أصلا، لكنها فقط لشغل الرأي العام، وإبعاده عن حقيقة ما يجري على الأرض، تفاهة بعض العقول، التي تصفق دون معرفة لماذا؟ جعل من السهل تمرير عدة مسرحيات على قاعة واحدة ولنفس الجمهور.إنهاء الاعتصام بخطوة واحدة، غير واضحة النتائج، لا تأممن من خوف ولا تشبع من جوع، هي اقرب إلى سيناريو تم إعداده مسبقا، لإيهام المعتصمين، أن مشاكلهم قد حلت، وان الأمان والخدمات والاقتصاد قد تحقق، تبدد كل شيء، واختفى بين ليلة وضحها، وأصبحت خيامهم خاوية، على عروشها تستجدي المعتصمين، لان الفاسدون والسارقون لم يحاكموا، والخدمات لم تتحسن وكل ما نادوا به لم يتحقق، فلماذا انتهى بهذا الشكل، الذي ترك عدة تساؤلات؟تقديم ظرف مغلق إلى البرلمان، ودحرجة الكرة لتصل تحت القبة التشريعية، ثم ماذا؟ ماذا سيحدث بعد عشرة أيام؟ هل سنشهد صراع داخلي؟ ما هي الخيارات المتاحة، لو لم تمرر هذه الأسماء؟ هل ستتنازل الكتل السياسية عن مكتسباتها؟ من الضحية؟ ومن صاحب حصة الأسد؟ ماذا سيفعل المعتصمون؟ إذا لم يحدث أي إصلاح؟ “ورجعت حليمة لعادته القديمة” هل سينادون مرة أخرى باعتصام؟ أم ستكون خيمتم فارغة؟ تنتظر مهرجين جدد يجيدون التمثيل، والمراوغة، باتفاق سري، لكسب تأيد جماهير، تصفق(لياهو جان)، أم ستكون زوبعة في فنجان، سرعان ما تنتهي وتختفي، ويبقى (نفس الطاسة ونفس الحمام).الأخطر المتوقع حصوله، في هذه الظروف الغامضة، من كواليس السياسة ، هو الاتجاه إلى إلغاء البرلمان، وتجميد العمل بالدستور، وذهاب إلى المجهول، والسير إلى ما لانهاية، من الفوضى العارمة وبداية رحلة اللاعوده، حذر وترقب، تشابك الخيوط، أصبح من سابع المستحيلات، العثور على طرف واضح لتلك الخيوط المتشابكة، والقادم من الأيام كفيلة بالإجابة عن التساؤلات، ورفع هذا الغموض داخل أروقة العمل السياسي الحالي.إدارة الأزمة وحرف مسار، المطالبات المرجعية والشعبية، يعتبر من انجح ما قامت به الحكومة، من مطالبة بخدمات ومحاكمة الفاسدون وأصحاب الرؤؤس الكبيرة.. حتى أصبح البعض، ينادي دون أن يعلم، بتغيير (شلع قلع) وأصبح يبحث عن تكنوقراط، دون معرفة من وراء تلك الكلمة، التي غيرت مسار الإصلاحات، وحرفته بشكل كامل، ومازال الفاسدون والسارقون وأصحاب الرؤؤس الكبيرة، تسرح وتمرح أمام أنضار الشعب، ثم سيصبحون يوما ما، أبطال هذه الأمة ومنقذيها، من مختار العصر وحامي ثروات البلد و قائد الإصلاح والقادم الجديد سيطلق عليه شعار “منقذ العراق” جاري البحث عنه، ليؤدي هذا الدور بحرفية عالية وبخطوات متقنة، (ويا ام حسين جنتي بوحدة صرتي بثنين).