18 ديسمبر، 2024 8:08 م

بعد عام ونصف من الانقطاع لندن تشهد عودة الحياة للفعاليات الثقافية

بعد عام ونصف من الانقطاع لندن تشهد عودة الحياة للفعاليات الثقافية

على قاعة المركز الثقافي الايرلندي وسط العاصمة البريطانية لندن أقام دار لندن للطباعة والنشر حفلا نوعيا لتوقيع عدد من الكتب التي تم طباعتها من قبل الدار وذلك يوم الاربعاء4-8-2021 بحضور نخبة من المثقفين والكتاب والروائيين وكنت شخصيا احد الحاضرين في هذه الامسية الجميلة ، وذلك اعلانا لبعث الحياة من جديد في روح الثقافة التي انحسرت كل نشاطاتها خلال ما يقارب العام ونصف التي مضت بسبب انتشار وباء كورونا حيث توقفت جميع الندوات واللقاءات الثقافية .
كانت هناك حاجة ماسة الى معرفة الكيفية التي يمكن ان يتم التعامل بها من اجل إبقاء وهج روح الثقافة في نفوس المهتمين وايجاد السبل الكفيلة لذلك مع وجود غولٍ ووحشٍ قاسٍ جدا مثل الوباء الذي نعيشه الى الان وبدأ ينخر بالمجتمعات منذ العام الماضي وحتى يومنا هذا ولا زال في ذات القوة المانعة لكل الفعاليات واللقاءات التي كان يتم عقدها قبيل بداية الازمة الصحية ولذلك تم اعتماد منصات التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت لاقامة الكثير من تلك المناسبات وان كان وهجها ووقعها اقل مما هو على ارض الواقع وبتناسق وحضور النخب المهمة حيث حاجز الخوف الذي منع الكثير طيلة الفترة الماضية وهو ما عملت عليه دار لندن للطباعة والنشر فكسرت هذا الحاجز لتنتقل بعالم الثقافة الى ارض الواقع وكما كان عهدها قبيل فترة انتشار كورونا وهذا يحسب لتلك الدار بأنها بعثت الروح مرة اخرى في روح الثقافة ، وهذه تحتاج الى جهود متوالية دون تردد حيث يقول الفيلسوف هرمان هيسه: كلما علت ثقافة الإنسان، وكلما عظمت الامتيازات التي كان يتمتع بها، كلما كانت التضحيات التي ينبغي تقديمها في الأزمات كبيرة.
ولذلك نحن تلمسنا تلك التضحيات في الجانب الثقافي خلال فترة الحجر في البيوت طيلة المدة الماضية بسبب الوباء لتتراجع الفعاليات جميعا، ولربما كانت تلك الفترة مهمة عند البعض لانه استغلها في انتاج فكري معين كما هو حال احد المشاركين في تلك الفعالية الكاتب الدكتور عبد الحسين الطائي الذي ألّف كتابه ضمن فترة البقاء في بيته.
كان حفل التوقيع الذي تعددت فيه الكتب بعناوينها وحجمها ونوعية المواضيع المهمة التي تطرح الكثير من القضايا المجتمعية وهي دلالة واضحة على أن الثقافة العراقية حيّة في أي وقت واي مكان وتنتعش في اي مرحلة حتى وإن كان هناك الكثير من المعوقات.
تحدث بداية اللقاء السيد مضر شبر مدير دار لندن للطباعة والنشر عن الامكانيات المهمة والاسلوب الحديث في اليات الطبع والتي تتناسب مع ما يريده المؤلف من حيث الكمية والنوعية لكتابه او انتاجه الفكري حتى لا يكلفه كثيرا من الناحية المادية وكذلك ادراج المطبوعات ضمن التسلسل الرقمي العالمي واستخدام المطابع الحديثة والمتطورة وشكل المطبوع بما يتناسب وأشكال المغلفات الحداثوية البعيدة عن الكلاسيكية السابقة التي عهدناها في مطابع بيروت وقم وغيرها في الشرق الاوسط .
في سياق حفل التوقيع لعدد من المطبوعات تحدث بعض المؤلفين عن موضوعة مؤلفاتهم وواقع القصص التي دفعتهم لاختيار موضوعات كتبهم حيث تطرق الكاتب عبد الكريم كاصد عن كتابه الأهوار الجنة الضائعة ساردا في طيات كتابة تلك الجنة التي خلقها الله تعالى على الارض والتي للاسف أهملتها جميع الحكومات في العراق بما فيها حكومات ما بعد العام 2003 ، ثم تطرق بعد ذلك الكاتب رشيد الخيون عن كتابه بلاد الرافدين ؛:ثوابت الجغرافيا وصور التعايش حيث غاص في عمق المجتمع العراقي بكل تنوعاته واطيافه.
وبعدها كان دور الرواية للكاتب جمال حيدر وروايته تحت عنوان اجنحة في سماء بعيدة، ثم جاء دور الدكتور عبد الحسين الطائي للحديث عن كتابه قرن من الاوهام يتناول فيه الحقب السياسية التي حكمت العراق خلال مائة عام ليصل في نتائجها الى حالة الوهم التي عاشها المجتمع العراقي بعدم حصوله على نظام سياسي متميز يمكن ان يوفر له الخدمات والحياة الحرة الكريمة بعيدا عن المصالح السياسية والحزبية ، واخيرا كان الحديث للكاتب الدكتور ايمن الحسني عن كتابه اوراق من سيرة وطنية الذي خصصه لسيرة جده الوطنية والذي اعاد طباعة نصوصه مع اضافات عليه ليخرج الكتاب بهذا المحتوى .
وفي نهاية الامسية تم اقتناء المؤلفات بشرائها من قبل الحاضرين لاهتمامهم بموضوعاتها موسومة بتوقيع المؤلفين الذين حضروا جميعا لتلك الفعالية.