23 ديسمبر، 2024 9:24 ص

4- بعد سنوات…الضحية
اجل ابي الغالي كان ذلك الكلام يزلزلني ويضيف الى معاناتي الما جديدا ,انا وان كنت ابدو للآخرين عديمة الادراك لكني ادرك الامور خلال نبرة الصوت اضافة الى التواصل الروحي العاطفي فيشعر فؤادي بحب الآخر لي وتعاطفه معي او نكران ذلك …ان نفسي مطمئنة الى هذا الاحساس فيكون تعاملي اذن تبعا لذلك. سأحدثك عن امر حدث قبل شهور عديدة من اليوم اذ كان السكون سائدا في اجواء الفناء الصغير الذي تعودت امي الغالية ان تضعني فيه لبعض الوقت ليقبل شعاع الشمس وجهي وجسمي وينعشني نسيم الصباح فقد اخبرتني ان هذا مفيد لي ,لا اخفيك انني رغم ذلك السكون كنت اشعر بأن احبتي حولي ولذا رحت اعمل بعض الحركات التي توضح لهم معرفتي بوجودهم فإذا بهم يلتفون حولي ويعانقونني ويقبلوني مهنئين لي بعيد الميلاد ومتمنين لي عمرا مديدا وسعيدا واحضروا لي الزهور والهدايا واوقدوا الشموع في صواني الميلاد ووزعوا الحلوى وكانت امي الغالية قد صنعت بنفسها كيكة الميلاد وكتبت عليها اسمي وكان عدد الشموع (15) شمعة هي السنوات التي مضت وانا ذات اعاقات متعددة ترعاني ام حنون واهل محبون.
……
اذ ذاك رحت ابادلهم العناق والقبل وانا اضحك بفرح واتحسس بيدي الهدايا المختلفة من الجميع وبعد انتهاء الحفل الصغير استسلمت لسنة من النوم فإذا انا اعيش حلم طويل وجدتني فيه متعافية لا اشكو اي إعاقة واسير في طريق تضللني فيه اشجار وارفة (انا في الحقيقة لم اعرف الاشجار ولم ارها لأني كما تعلم كفيفة البصر منذ الطفولة)لكنني حين وصفت لأمي ما رأيت قالت لي ان ذلك الذي رأيته هو الاشجار التي تجلسني الى جوارها في بعض اماكن الترفيه التي اعتادت ان تستصحبني اليها في فترات مختلفة من الزمن…اعود الى الحلم الذي رأيت واختصره ما استطعت واقول انني اثناء سيري في الطريق ظهرت احدى النساء فجاءة من بين تلك الاشجار وامسكت بيدي وقادتني الى مكان مرتفع وادخلتني فيما يشبه الحجرة وقالت لي سأستبدل ثيابك هذه بأخرى خضراء جميلة فهي تليق بك وهي هدية لك بمناسبة عيد الميلاد قلت لها اشكرك شكرك اشكرك ورحت اكرر هذه الكلمة لكنها لم تجبني بأية عبارة رحت اكرر الكلمة وانادي عليها ولكنها لم تجبني وبحثت عنها فلم اجدها فرحت اصرخ عاليا متسائلة وقد داخلني الخوف إذ شعرت بالوحدة فما شعرت الا وامي الغالية تمسك بيدي وهي تهتف (بسم الله الرحمن الرحيم) وقالت متسائلة :-
ماذا هناك …؟…ما لذي اصابك…؟
ارتميت بين يديها واجهشت بالبكاء وكانت هي تربت علىّ وتهدهدني لأشعر بالهدوء والسكينة.