22 ديسمبر، 2024 11:39 م

بعد ست سنوات على إقالته : هل إنتهت العبعوبية في بغداد الأزل؟

بعد ست سنوات على إقالته : هل إنتهت العبعوبية في بغداد الأزل؟

العنوان مقتبس بتصرف من مسرحية الراحل قاسممحمد ؛ بغداد الأزل بين الجد والهزل
 
في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام أقيل أمين بغدادعبعوب صاحب الصخرة الشهيرة ؛ وتخلصت عاصمة وادي الرافدين من أحد أبشع خطايا نوري المالكي الكثيرة الذيلم يجد افضل من هذه الشخصية الكاريكاتيرية لإهانةسكان بغداد بحكم عوامل لا تبتعد عن الشعور بمركبالنقص ؛ من مدنية العاصمة؛ العقدة التي تحكمت ايضابقرار تنصيب خير الله طلفاح سبعينيات القرن الماضيواليا على مدينة كانت مزدهرة ، يتفاخر بها العراقيونوالعرب ، ينشدون لها القصائد ويؤلفون الأغاني ويموتونعشقا ووجدا بجمالها وعراقتها.
 
عبعوب ليس ظاهرة منقطعة عن سياقات العراق ما بعدالاحتلال . فقد وجد نفسه داخل عفونة منظومة الفساد ؛مُنذ إطاحة الملكية وقتل الاسرة الحاكمة ببشاعة ونهبوسلب كل ما وقع امام أعين الدهماء.
عبعوب نتاج الفرهود المتفشي في العراق منذ التاسع مننيسان 2003. فقد قرر رئيس الوزارء السابق تسليممقدرات العاصمة بيد من لا يغلبه وعيا وطمعا ؛ كذلك كانالامر مع طلفاح ليس فقط لانه قريب الحاكم بأمره ؛ بللان العقدة نفسها كانت تؤرق من لم يجد في بغداد قبلانقلاب السابع عشر من تموز؛ نزلا مريحا لأسباب يطولشرحها.
وإذا كان عبعوب ابو الصخرة؛ نرجسيا الى حد انه لايستحي التغزل بجماله أمام وسائل الاعلام ، ونسب الىملكات الجمال إعجابا منقطعا بوجهه الذي تخلو ملامحهمن أية قطرة ذكاء او فطنة ؛ فان طلفاح وحاشيته شرحمرة معنى اللقب بالقولخير من الله طل وفاح “!!!
 
وحقًّا فقد فاح خير الله على العراقيين إجراءات مرعبة ؛ملاحقة الشباب ذوي التسريحات الطويلة والفتياتبالميني جوب، وصبغ سيقانهن وقص الشعر؛ حتى انالشرطة لم يهدأ لها بال الا وقطعت آلافالرؤوس“.
 
ومن بركات عبعوب ان فاضت المجاري على سكان بغداد. وغرقت أحياء بكاملها لانالبعثيين سدوا المين هولسبتيتنك بصخرة، وواقع الحال فان ممارسات عبعوبتمثل انفتاح سبتيتنك هائل على العراق المبتلى.
 
لم يؤلف عبعوب كتبا ولم ينشغل بنشاطات المبدعينالعراقيين لانه كان منشغلا بالسبتيتنك الخاص به . اماطلفاح فقد كانمؤلفاخط يراعه مؤلفات مثلالفرسواليهود والذباب ما كان على الله ان يخلقهم” !
وأعتقل طلفاح مؤلف ومخرج وممثلي مسرحيةانهضأيها القرمطي هذا عصركولم يفلت من بطشه حتىالناقد الذي نشر مقالا في صحيفة حكومية.
 
عبعوب وطلفاح وريثا الغزوات الهمجية التي تعرضت لهابغداد. أنهما النتاج الأكثر انحطاطا لعقدة من يكرهالمدينة. ويسعى للانتقام من سكانها الاصلاء.
لا نذكر ان طلفاح اعتمر السدارة الفيصلية.؛ لكن عبوبلوث هيبتها بأعتمارها مقلوبة على راس يقول من أختلط به انه ينوء بامراض نفسية ووجدان بليد.
ربما ترك غياب عبعوب فراغا في برامج القنوات العراقيةالتي كانت تقدم بين الحين والآخر وجبة من السخريةوالضحك على أمين مدينة كانت منذ قرون عنوانا للهيبةحتى حين استولى على الحكم في العراق العسكريونوالأحزاب الانقلابية.
كم من العباببيب والطلفحات سيعثيون فسادا بالعراق الىان يستعيد عافيته المفقودة؟؟!