18 ديسمبر، 2024 11:05 م

بعد داعش جاء الحشد!!

بعد داعش جاء الحشد!!

في ظل إستمرار ظاهرة الميليشيات التابعة لإيران، تتزايد المفارقات و القضايا الملفتة للنظر و التي فيها التناقضات، ففي وقت حدد فيه مجلس محافظ صلاح الدين مهلة لعودة النازحين الى محافظتهم، تواصل ميليشات الحشد الشعبي منع النازحين الى مناطقهم التي تعرضت للسلب و النهب و التخريب، وهو أمر يثير السخرية حيث ليس هناك من بإمکانه رفع هذا الظلم الفاحش عن هٶلاء النازحين الذين عانوا الامرين على يد تنظيم داعش ثم جاءت الميليشات لتستمر على نفس المنوال.
هذه الاجراءات غير القانونية و اللاإنسانية لتلك الميليشيات التابعة لإيران بحق نازحي صلاح الدين، تتم على الرغم من إن مجلس محافظة صلاح الدين کان قد ناشد رئيس الوزراء و رئيس مجلس النواب و هيئة الحشد و الامم المتحدة بتسهيل عودة النازحين، لکن مجلس المحافظة لم يلق أي إستجابة تذکر، وهذا مايٶکد الدور غير العادي الذي باتت هذه الميليشيات تلعبه في العراق مما يدل على إنها صارت فوق الدستور و القوانين و الانظمة المرعية.
ميليشيات الحشد الشعبي التي تتبع معظمها إيران، صارت ليس مبعث توجس و قلق و رفض من جانب الشعب العراقي وانما أيضا من جانب شعوب و بلدان المنطقة و العالم الغربي أيضا، خصوصا وإنها السبب الاساسي في التأثير و التلاعب السلبي بأمن و إستقرار المنطقة، وتسعى لتجيير الاوضاع و الامور في العراق و المنطقة بما يتلائم و يتوافق مع مصالح طهران، ولأن دور و سطوة تنظيم داعش في طريقها الى الزوال، فإنه ومع بقاء دور و سطوة ميليشيات الحشد الشعبي في مناطق التوتر في العراق و المنطقة، هو کما مع القول المعروف”ياأبو زيد کأنك ماغزيت”، ولذلك فإنه من الضروري جدا التفکير جديا في قضية إنهاء دور و سطوة هذه الميليشيات التي يزعمون بأنها قد تأسست من أجل صد داعش و القضاء عليه، وبعد أن ينتهي داعش فإن إستمرار هذه الميليشيات و بقائها أمر ليس من ورائه إلا الفتنة و المصائب.
في الوقت الذي نشهد فيه إتجاها دوليا متزايدا من أجل تصنيف الحرس الثوري و ميليشيات تابعة له ضمن قائمة المنظمات الارهابية، فإننا نجد إن هناك في العراق إهتماما غريبا و متزايدا بالميليشيات و إشادة غير عادية بها و حتى الدعوة لکي تشارك في الانتخابات!! ولاشك من إن ذلك يجري بضغط و تأثير من النظام الايراني الذي يهيمن بنفوذه على العراق و يتلاعب بالاوضاع فيه، وإن الحقيقة التي يجب أن نضعها نصب أعيننا هي أن إيران تمر بظروف و أوضاع حرجة جدا و تعمل مابوسعا من أجل مواجهتها عن طريق أذرعها في المنطقة(والميليشيات في العراق من ضمنها بطبيعة الحال)، ويجب أن يتم مضاعفة قوة الضغط الدولي و الاقليمي على حد سواء على العراق من أجل إبعاده عن أن يصبح ساحة لتصفية الحسابات مع إيران، ويجب أن يتم عزل هذه الميليشيات عن إيران و تقليم أظافرها في العراق قبل أن تصل الامور الى خط اللاعودة.