تتخبط السياسة العراقية في هذه الايام العصيبة فمابين تغيير وزاري ذو وجوه متشابهه وإصلاحات ترقيعية مضحكة ومابين مسرحية لنواب ينتفضون ضد بعضهم البعض فتفرز انتفاضتهم عن نتائج كبيرة ومهمة ألا وهي ( العراك بقناني الماء ) .فأي حال وأي سياسة وصل اليها الساسة العراقيون وأي اصلاحات يتحدثون عنها بعد (خراب الشام ) وهل سأل الجميع انفسهم ما فائدة الاصلاحات المزعومة بعد كل الذي حصل بالعراق من خراب ودمار وتعطيل لكل مفاصل الحياة ( وعسكرة ) للشعب وأزمات اقتصادية واجتماعية وفساد مالي وأداري وارتفاع عدد الايتام والأرامل وإزهاق الانفس البريئة وروتين قاتل في كل دوائر الدولة وإرجاع لكبار ازلام البعث المقبور ونظام هدام المجرم وإراقة لدماء شبابنا وخطط أمنية بائسة ومخترقة ورتب عسكرية وأمنية بالمجان يتقاضى أصحابها رواتب تقاعدية هائلة شلت ميزانية الدولة وأرهقتها و لمن هب ودب ونهب للمال العام وتجاوز على أملاك الدولة وشهادات دراسية علمية وضعت على رفوف الاهمال والنسيان وقوانين مهمة وتخدم الشعب معطلة وقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل لازال يعمل بها وتتجاوز الثلاثة عشر الف قرار دمرت البلد وأرجعته للحقب المظلمة وبطالة مستشرية ورواتب لموظفي وزارات خدمية مهمة بخسة ومتدنية جدا لا تتماشى والظرف الاقتصادي الراهن وعدم وجود عدالة في رواتب موظفي الدولة وتعطيل وموت تام لمعامل ومصانع البلاد وواقع زراعي متدهور ومناطق وارض محتلة من قبل عصابات الارهاب الداعشي وزمر البعث ومأساة في واقع اغلب شرائح المجتمع وخاصة النساء فأمهاتنا اللواتي اعتدن على حياة حرة كريمة ملئن الشوارع والطرقات يتسولن من اجل لقمة العيش وعوائل تسكن بيوت من طين وصفيح وتجاوزات بلا مؤوى يستر على العوائل من برد الشتاء وحر الصيف ومدارس اصبحت ترفيهية اكثر مما هي تعليمية وتشرد وعمالة لأطفالنا وبعمر الورود وشباب لا يعلم ما يفعل او يصنع وأين يقضي وقته فمعظمهم التجأ الى الكوفي شوب ليدخن ( النركيلة ) عسى ان تطفأ لهيب قلبه وظواهر مجتمعية خطيرة للغاية لم نعتد على رؤيتها وسماعها من قبل سببها الرئيس ساسة العراق الجديد وحكامه ألغدره الفجرة والذين يتبجحون بالدين والدين منهم براء . وأنا هنا اريد ان اتسال اين كانوا برلمانينا على صحوة الضمير هذه الصورية وهل حاسبوا انفسهم قبل ان يخرجون علينا بمواقفهم الوطنية حسب ما يدعون وكيف ينتفضون وميزانية الدولة تذهب في جيوبهم وهل
نظروا لرواتبهم الخيالية وحوافزهم ومخصصاتهم والبذخ الذي يعيشوه ؟ عجبا وكل العجب ممن ترك نفسه لهوائها ويريد ان يصلح واقع غيره ؟ .
ان الواقع العراقي المعاش لا يغيره الساسة ولا القيادات ولا الحكام لان الوقت قد فات ولا يصلح العطار ما افسد الدهر انما يجب على شعبنا العراقي ان ينتفض ويقوم بثورة كبرى ليزيح بؤر الفساد والطائفية والمحسوبية والحزبية ويعيد البلد الى نصابه الصحيح عسى ان يرضي ضميره ويرضي الثكالى والمحرومين والباري عز وجل وان لا يكتفي ( بشعليه معليه ) فهذه حجة الضعيف والمتهاون والمتخاذل وعديم الانسانية وفاقد للدين والأخلاق وإذا ما بقينا ساكتين دون حقنا فستلعننا الاجيال ويلعننا التاريخ الى ابد الابدين اصلحوا امركم يا ابناء بلدي الصابر المحتسب وطالبوا بحقوقكم المسلوبة ولتكونوا صوتا للمحرومين والعزل والأبرياء والفقراء فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم واعلموا ان صاحب الحق هو بعين الله ورعايته ورحمته وانظروا الى حالكم الذي ساء حال بعد حال .