في جديد الحملة الإنتخابية المبكرة التي يخوضها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي (2014-2006) لتسويق نفسه لولاية ثالثة، تصريحه لتلفزيون NRT بالعربي إن، جمهوره في الشارع الشيعي هو، من المثقفين.
المالكي معروف بشعارته الكبيرة، فبعد مقتل الإعلامي محمد بديوي بنيران ضابط كردي يعمل حارسا للرئيس السابق جلال طالباني في سنة 2014، وصل المالكي لموقع الجريمة، ليهتف:” أنا ولي الدم، والدم بالدم، ردد هذا الشعار في ذروة الحملة الإنتخابية التشريعية، وتحت يافطة شعاره ” أئتلاف – دولة القانون”، الذي حصل على 93 مقعد من اصل 328 عدد مقاعد البرلمان، وقد حصل المالكي بمفرده على ” 723 ” ألف صوت في العاصمة بغداد.
إن القادة السياسيين، كــ” الخميني والخامنئي في ايران، وعبد الناصر والسيسي في مصر، ونصر الله والحريري في لبنان، وعرفات وعباس في فلسطين، وحسين وعبد الله في الاردن، واتاتورك واردغان في تركيا، وكول وميركل في المانيا، وتشافيز ومادورو في فنزويلا وفي العراق كالصدر والبارزاني” وغيرهم من القادة الذين طلبوا، ويطلبون من الجماهير المثقف منها وغير المثقف النزول للساحات تأييد لهم، والمالكي في ظهوره الإعلامي الأخير يؤكد:إن الجمهور الذي صوت له في الإنتخابات الأخيرة، كان من المثقفين، وهو لا يدعوه للتظاهر؟، في حين سبق للمالكي نفسه، أن دعا الجماهير العراقية للنزول لساحة التحرير ببغداد في 12 كانون الاول 2015 بيوم أسماه بـ”يوم السيادة” حين توغلت القوات المسلحة التركية وما زالت في الأراضي العراقية بالموصل، وقد لاحظ المتابعون حجم الحضور الذي كان مخيبا للآمال بمظاهرة يوم السيادة، وقبلها لوحظت الأعداد القليلة التي شاركت في المظاهرة التي خرجت في بغداد نصرة للمالكي وحقه بالترشح لولاية ثالثة بعد تكليف فؤاد معصوم لحيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة في 11 اب 2014، بعد رفض المالكي التخلي عن حق الترشح للمرة الثالثة في مؤتمره الصحفي الشهير الذي أكد فيه، ان العبادي لا يمثل ائتلاف دولة القانون وكذلك لا يمثل حزب الدعوة الإسلامية.
إذن ” 723″ ألف ناخب الذي يتحدث عنهم المالكي في بغداد لم ينزلوا للساحات بيوم السيادة، ولا بيوم تكليف معصوم للعبادي كبديل للمالكي.
طيب، كيف حصل المالكي على هذا العدد الكبير من الأصوات ” 723 ” ألف في بغداد، حسب مفوضية الإنتخابات المستقلة؟.
وبعودة سريعة، سنجد المناصب التي كان يمسك بها المالكي، ربما تتضح الصورة، فقد كان المالكي رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزيرا للدفاع والداخلية والامن الوطني، والنفط والمالية وجهاز المخابرات بالوكالة، بالاضافة الى هيمنة مكتبه على الهيئات المستقلة ومنها مفوضية الإنتخابات التي دعا زميل المالكي فؤاد معصوم رئيس الجمهورية الحالي لتشكيل مفوضية جديدة مستقلة بالفعل وليس بالأسم.
إن المالكي صاحب تصريح الفقاعة الشهير، الذي وصف به الإعتصامات، والمظاهرات في ساحات الرمادي عام 2013 قبل أن تتدحرج هذه الفقاعات لتنتهي بسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الرمادي وصلاح الدين والموصل، وليتوج “التنظيم” جرائمه بمجزرة سبايكر، وبيع الشيعيات والإيزيديات في سوق النخاسة، يعود ليطلق تصريح منفعل آخر:
إن جمهوري هو، من المثقفين،”من إنتخبني هم المثقفون”، وأنا لا أدعوهم للتظاهر.ومن هنا يأتي التساؤل. هل سيحصل المالكي في الإنتخابات القادمة على ” 723 ” ألف صوت أم على ” 70 ” ألف صوت.