لكل اتفاق تداعيات منها ايجابية وسلبية ، هناك تداعيات داخلية ولها نوعان ( شعب وساسة ) وخارجية وهي واحدة ( سياسة الدولة الخارجية
نتائج المفاوضات نجحت داخليا وهنا تسجل إلى الرئيس روحاني ( المعتدل ) وفشلت خارجيا وهي تحسب على المتشدين ( الأصوليون ) أو ( السلفيون ) ، الرابح الوحيد من المفاوضات هو المواطن الإيراني وأهل التوجه المعتدل في إيران ( اتباع روحاني ) .
بعد عام هناك انتخابات برلمانية إيرانية ، سوف يصعد نجم المعتدلين وهبوط نجم المتشددين ،فالبرلمان حاليا فيه الاغلبية للمحافظين ( المتشددين ) بينما سيكون بعد الانتخابات القادمة للمعتدلين وهنا سوف يدخلون في مشكلة جديدة ما بين ( رغبة الشعب ) في صعود الأعتدال ورغبة المحافظين في البقاء ماسكين بقوة دفة الحكم والسلطة .
الشعب الإيراني الآن سعيد بالاتفاق لأنه يعتقد أن بارقة أمل تلوح في الأفق بسبب رفع الحصار وسلمية النهج النووي ، والطريف بالذكر أن هذا الاتفاق نفسه كان من المفترض أن توقعه إيران في عام 2003 ولكنها رفضت وامتعنت وها هي اليوم ترضخ، وهذا يعني خسارة تقدم إيراني لفترة ( 12 ) عام وضياع اموال بالمليارات من بيع النفط .
موقف المتشددين الآن صعب أمام جمهورهم لأن جمهور ( المتشددين ) راهن على فكرة ( كلا كلا اميركا ) و ( اميركا الشيطان الأكبر) والأن الحكومة تجلس مع الشيطان الأكبر في غرفة واحدة وتعقد معه الاتفاقات وسوف وسوف ,,,,, وكل هذه الافعال قد تقلل وتضعف موقف المتشددين جماهيرياً ينافسهم موقف اتباع المعتدلين وصعودهم واظهار نصر الاتفاق حصرا بهم وهذا ما سيغضب اتباع المتشددين علما انهم الأكثر قوة ونفوذا في ايران ومنها قوة الحرس الثوري المحسوبة للمتشددين .
برأيي المتواضع أن المشاكل ستبدأ بعد أن يتم التوقيع ،فهناك معضلة الآن وهي موافقة الكونكرس الأميركي والضغط اليهودي على اعضاء الكونغرس وتهديد اوباما من قبل الجمهوريين وكل هذا الافعال برأيي هي ( مسرحية ) يراد منها اظهار نصراً لإيران ربما ستزيد من نقاط الضغط على إيران قريبا خلال الشهرين القادمين ،فالسياسة الأميركية هي برغماتية تحاول أن تاخذ من الطرف الآخر اكثر ما يمكن ولا تعطي إلا اقل ما يمكن ولا ننسى ان نربط طلبات الحكومة الفرنسية من العراق بمهلتها التي تنتهي بنهاية شهر أب مع الفترة التي حددتها المفاوضات مع إيران .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : سابقا كانت إيران محصنة بطريقة ( الشر لا يدخل لنا حتى وإن كنا مختلفين ) لكن الآن بعد هذا التوقيع بدأت اميركا بفتح شباك بسيط تستطيع من خلاله أن تدخل بشرها وسوف نسمع عن الأضطرابات قريبا في داخل إيران بسبب الخلاف ما بين الساسة المتشددين والمعتدلين وانقسام الشعب بين هذا وذاك وهنا تكون اميركا قد حققت الصفحة الأولى من الخطة