خبيث هذا العدو ، خبيث في حساباته ، خبيث في تجنيده ، يعرف كيف يختار ضعاف النفوس، يعرف كيف يشحن المشاعر ، يعرف كيف يلفق التهم لبعضنا البعض، يعلم بنقاط الضعف ، يفهم كيف يوظف غباء العراقيين ، يفهم في حيثيات عقولنا المريضة ، متمكن في تجيير شهامتنا لصالحه ، يعرف كيف يختار الزمان والمكان ، قارئ جيد لسيكولوجية العراقيين ، وفوق كله هذا نحن عنه غافلون .
بالأمس القريب عندما علم أن بقوة وصلابة وعزيمة العراقيين سوف يندحر أختلق فكرة الطائفية وللأسف نجح نجاحاً باهراً وها هو اليوم يعود بفكرة الأقلمة ، ليقسم العراق بعد أن يدفع حفنة من الدولارات لثلة من جبناء العراق ، فيهم السياسي والمثقف وشيخ العشيرة ورجل الدين بعد أن وضع المفخخات في الدستور ، مفخخات ستنفجر عاجلاً أو آجلاً بوجه كل شريف ، تنفجر لتقطع البلد كما تقطع المفخخات أجساد العراقيين الطاهرة، جاء بالأقلمة ليجعل أبناء البلد الواحد يختلفون ثم يتناحرون ثم يتقاتلون ، بل تجاوز بأقلمته أبناء البلد الواحد فجعل الخلاف والاختلاف يصل حتى لأبناء المذهب والمحافظة والعشيرة وحتى البيت الواحد ، فهنا أبناء محافظة صلاح الدين مختلفين فيما بينهم ففيهم الرافض المتشدد والموافق المتحمس، الاختلاف بين العراقيين خرج من دائرة الطائفية ليدخل في حلقة الأقلمة ، فأبن محافظة الجنوب المؤيد للانشطار يتفق مع أبن الأنبار، وأبن صلاح الدين الرافض للتقطيع يتفق مع أبن محافظة الناصرية ، الكل في لغط ولغو وسجال وحماس وفوضى فكرية وهو يضحك ولسان حاله يقول انتظروني فلكم مني كماً هائلاً من المفاجآت ، سر صيرورتي في اختلافكم وتناحركم وسر ضعفي في تآزركم ووحدتكم ، ألم تدرسوا فلسفات المستعمر والمحتل أم إنكم في سبات عظيم ، سباتكم الفكري ديموتي ، غبائكم فوزي ونجاحي ، نجاحكم سر خسارتي ، أعلم أن فيكم بعض الراشدين ولكن أغلبكم جهلة وأغبياء ، وحتى البعض القليل من راشديكم أستطيع أن أشتري قيمهم وشرفهم بأموالي ، أموالي هي أموالكم لو عدنا لأصولها ، كم أنتم أغبياء أيها العرب ، سر فشلكم أيها العرب يكمن في ضعف وطنيتكم ، ضعف قيمكم التي تنادون بها من على المنابر، إنكم خبراء في الكلام واللغة فحسب وأنا خبير في ترجمة الأقوال فحسب،ها أنا أضحك مادمت حياً ، وها أنتم متناحرون ما دمت حياً ، لن ولم أخسر ما دام في ثنايا مجتمعكم من لا يعرف حب الوطن ، الوطن عند أغلبكم هو امتلاء الجيوب بالورق الأخضر وليذهب بقية المجتمع إلى الجحيم ، المهم أنا من يتحكم بكم بمشاعركم بعواطفكم بقيمكم بعقولكم ، أليس لي الحق أن أقول إنكم الأغبياء وأنا الذكي،لا تقولوا لي إنكم أصحاب حضارة فأنا لا أتعامل مع العظام بل إني أبن هذه اللحظة ، أعرف من أين تأكل لحمة الكتف وأنتم لا تفهمون إلا الجري وراء العظام، قدركم تلهثون خلف العظام ، وقدري أن أستعبدكم ما دام فيكم من لا يعرف حب الوطن ، الوطن عندكم مجموعة قصائد منها الشعبية والهوسات، والوطن عندي احتلالكم وضمان مستقبل أولادي بعد أن يضيع مستقبل أولادكم ، أولادكم أيضا لا يختلفون عنكم ، إنهم عبيد المستقبل ، إنهم عبيد لأولادي ، هل فيكم راجح ، أشك بذلك ، أنا آلهتكم ما دمت أتعامل مع حفنة من العملاء يقودون قطيعاً من الأغبياء، أنا ربكم الأعلى الذي يرزقكم بالورق الأخضر فاعبدوني لأزيدنكم .