في كلمته الإسبوعية الأخيرة رئيس الحكومة الذي اقسم على يمين الولاء للدستور وإستقلال القضاء والعمل بالمؤسسات القانونية للدولة يتركها ورائه اليوم ليدعوا الى ثورة حسينية في معالجة الإجرام والإرهاب كأشارة واضحه على أنه قد فقد ثقته بقضاء الخزعبلات وإمبراطورية أمنية تحولت بين سيطرات وبنكلات …
إستغلال مشاعر المسلمين المحتفين بايام عاشوراء ضد الطغيان والفساد لدفعهم في سبيل إعانته على مهمة تتراجع يوماً بعد آخر بقيادته المسلحة وقضاء الخائف لهو إعتراف واضح على فشله في تأدية مهماته الدستورية وإفشال حتى الساعين لدعم بقايا مؤسسات الدولة التي تحولت بتوافقه من أجل الحكم الى قوائم مناصبية يسد بها رغبات ملل وطوائف وقوميات لن يستحي بالتصريح بها ليثبت انه كان يحاول إرضاء حتى القتلة وفساد النظام السابق ونظامه الحالي …
أن دعوته للعودة الى الجهاد الحسيني لإستغلال مشاعر الناس هي دعوة غير موفقة من الناحية الدستورية وحتى الإخلاقية في ضروف حكومية وشعبية في غاية الحساسية وصلت تأثيراتها الى الشركات والمؤسسات العالمية التي تحاول أن تنقذ خبزنا ومعشاتنا,كما إن إستخدام الباعث الحسيني الشريف لإعادة الثقة الشعبية الى إجهزته أمنية مبعثرة وقضاء محطم امر سنقنع به العراقيين إذا تقدمهم المالكي وشرذمته (الجهادية) في التضحية والفداء , أما أن يصُرَّف السيد المالكي الأمانة التي أقسم بالحفاظ عليها الى مال وسلطة للترغيب والترهيب الذي يؤمن بقائه في كرسي الحكم موضوع يتعارض تماماً مع ثورة الحسين الذي ابى ان يركع ويخضع إليها ابا الشهداء حتى ضحى بنفسه وآل بيته من أجل موقف مبدئي كان وسيبقى علامة كونية في الثبات من أجل الكرامة والشجاعة إننا عندما نطلب من المالكي أن يتقدمنا بالجهاد الحسيني لحماية الناس وحقوقهم لا نطلب من المالكي أن يكون حسينياً فينتقل وبطانته المنتفخة الى غرب العراق في مقاتلة القاعدة وأخواتها ,ولكنا تمنينا بإسم شجاعة الحسين أن يكسر ثقافة الجُبن التي صنعها له ومشتقاته بفسيح منطقته الخضراء لينتقل بالعيش مع الناس وبينهم ومن أجلهم ليكسبهم الى جانب مؤسساته الأمنية والقضائية في معركة الأمن والأمان ,أننا عندما نطالبه بسلوك طريق أبو عبدالله الحسين لم نأمل منه أن يتقدم القوى السياسية ليتجرأ أمام إحفاد بني إمية فيقول لهم إن ملفات مخابراتكم التي ذبحت تجربتنا مازالت على رفوف مكاتبكم , ولكننا تمنينا منه بالقليل أن يردد على أسماع العراقيين أسماء المخالفين والفاسدين الذين تتعفن به مكاتبه قبل الصلوات وبعدها للنتصر له قبل أن يتهمنا بعدم التربية , إننا لم نحاسبه على سياحته الى سوريا وإيران ليحصل وهو في مكتبه على دولة وسلطة من على طبق الإحتلال ثم يقول أنكم تكرهون الحكومة, وإنما إردنا منه موقف صدق (جنتلمان) بعد نتائج الإنتخاب يتداول به السلطة ليحفظ بها ماء وجهه ولا يحرج القضاء الذي اسعفه امس وسيخذله غداً, إننا لم نطلب منه الكف عن زيارة أربيل ليتوسل من أجل السلطة في كردستان وإنما أردنا الكف عن زيارة طهران والإكتفاء بالدستور والقضاء ليقول كلمته الفصل فيرتاح ويستريح حتى يدفعنا لنسابقه في شؤوننا وشجوننا الى القضاء بدلاً من مجالس شرعية وعشائرية وحزبية ومليشاتية يشتم بها أعدائه ,أننا لم نطلب منه مثلما فعل الحسين الذي رفض التهاون من أجل حقوق الإسلام والمسلمين وإنما أردنا منه العودة الى (جنبره الفقير) بدً من أن يوزع حقوق العراقيين وأولادهم على مصاصي حاضرهم ومستقبلهم في الجنوب والشمال ليصبح كل واحد منا مالكياً أكثر من المالكي نفسه في الدفاع عن حقوقنا الوطنية , إننا لم نطلب منه الهجرة كما هاجر الحسين وإنما كانا نرجوا أن يفضّل من أجل كرامته وكرامة شيعته خدمة أولاده في مدارس الطين البريئة بقرى طويريج وغيرها على قصور رئاسية لم تبنى إلا من دماء البسطاء وأموالهم لنسبقه في بنائها من أحجارنا وبحوافي ايادينا وقبل طابوق الحكومة وعقودها القذره , إننا لم نطلب منه أن يكف عن إستخدام طوابير المصفحات والطائرات الخاصة ليركب في باصات النقل العام المعطلة بسيطرات شوارع الفقراء وإنما أردنا منه أن لا يقطع بأرتاله المسلحة شوارع الناس وأرزاقهم ويدوس على أرواحهم حتى نصدق بأن القانون فوق الجميع ….,وإننا لم نطالبه بلبس عمامة الحسين وإنما تمنينا أن يقتدي بالرئيس الأمريكي الشاب الذي ترك شيباته تشتعل في راسه ليقول لأعظم شعب مزدهر يتزاحم باللجوء إليه مهاجروا كل الدنيا إني إعاني وإفكر لكم ولمستقبلكم رغم أني بلا قاضي ملون يؤمن لي ولاية ثالثة أو رابعة .