23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

هذه الحكاية ليست من بطون الكتب، ولم اسمعها من فم رجل عجوز كما هي حكاياتي، انها من صفحة على الفيس بوك وضعها احد الاخوان، ولست ادري هل هي وقعت فعلا، ام انها من بنات افكارنا التي كثرت وعرضت وطالت، فصار احدنا يحمل حمل الجبال من الهموم والاحزان، حكاية رجل جاء من مدينة العمارة لتسلم مرتبات ابنه الشهيد المتراكمة، وكان مبلغا كبيرا لم يشاهده الرجل في حياته، فنادى احد الموظفين لعد المبلغ لانه لايستطيع عد مبلغ كهذا.

كان الموظف ساخرا، يعد ويردد: ( موتجيني بعد يومين تكول المبلغ ناقص)، هذه خمسمئة الف دينار ثمن اليد اليسرى، وهذا المليون ثمن القلب وملحقاته، وهذه الخمسمئة ثمن الساقين، وهذا المليون ثمن الرأس، غرق الر جل في بكاء عميق، كان احدهم يراقبه، فدنا منه بعد ان غادر الموظف: عمي محتاج شي؟ لاعمي، بس صيحلي الموظف ورجع الفلوس عليه: كلّه : بطلت ما ابيع.

اولاد الخنا ايها السياسيون، هكذا بدأتم تشترون العراقي اجزاء مجزأة، ولاتخجلون حين تذهبون الى النعيرية او بغداد الجديدة او خان بني سعد، تطلبون من الناس مقايضة ابناءهم بالاموال والبيوت، اولاد الخنا ايها السياسيون، هكذا صار الانسان العراقي رخيصا لتبتاعوا اجزاءه باثمان بخسة، رجل فقد اولاده الاربعة في خان بني سعد، كان عليه ان يرفع قضية ضدكم في المحاكم الدولية، لا ان يقبل بمقابلة وزير الدفاع ليسمع كلمات التعويض، اي تعويض وهل تعوض العواطف ام تعوض الابوة، انتم ترون الاموال مهمة جدا لانكم جائعون، في حين ان ساعة الغروب عند اب فقد ابنه تساوي عروشكم ووزاراتكم.

لا ادري كيف تجرؤون على مواجهة ام فقدت ابنها بسبب اهمالكم، وتلبسون الرتب وتضعون النياشين، انا اشحت بوجهي عن التلفزيون خجلا من ام فاقدة، فكيف لكم ان تواجهوا هذا الموقف ان لم تكونوا قد غسلتم وجوهكم ببولكم، وهذا قمة عدم الحياء وفقدان الكرامة، لو كان لديكم قليلا من الحياء لاستقلتم على اثر تفجير واحد، لا ان تتراقص الاشلاء امامكم وانتم تعوضون بدنانيركم المزيفة، الدنانير التي جئتم بها لتثبتوا للناس، انكم احسن من صدام الذي فرض الحصار عليهم ثلاثة عشر عاما.

اولاد الخنا ايها السياسيون، ماذا قلتم لطفل فقد اباه في العيد، واستيقظ صباحا ليقول له ايامك سعيدة، اولاد الخنا ايها السياسيون، ماذا تقولون لارملة كان صباح العيد بالنسبة لها دمعة حارة وسفرة طويلة الى رمال مقبرة النجف، ماذا ستقولون للتاريخ الذي سيضع حول اعناقكم حبله المتين، ويعدمكم على مراحل زمنية متعددة، اللعنة ستكون ملازمة لجثثكم النتنة، الشعب العراقي عليه ان يرفع مقولة هذا الشيخ العماري المسكين شعارا: ( بطلت ما ابيع).

انا اول من سيرفع هذا الشعار: ( بطلت ما ابيع)، اذهبوا انتم وابناءكم الذين يدرسون بافضل الجامعات الغربية ودافعوا عن الوطن، الوطن لكم هو ونفطه ومياهه، كل شيء لكم، وانتم تسخرون من الناس بدنانيركم المزيفة، اول الهاربين انتم، لن تطلقوا اطلاقة واحدة، بل على العكس تحوكون المؤامرات وتتساهلون كثيرا بدماء هذا الشعب لانكم لاتشعرون بالانتماء اليه، سرقتموه واذللتموه، وجعلتموه سخرية للقاصي والداني، وانتم الان تتفقون على بقاء داعش في العراق عشرين سنة اخرى، وستفعلون ، لكننا سنصرخ بصوت واحد: بطلت ما ابيع.