بعيدا عن السياسة ومواجعها وضغوطها التي يمارسها بعض اصحاب النفوذ والسلطة والجاه وكسرا لحاجز الخوف والرهبة ، وبأجواء انسانية واخلاقية متميزة تنم عن الشجاعة والوقار ، التقى مدير جهاز المخابرات العراقية الوطني ” مصطفى الكاظمي ” بــ ( ١٨ ) دبلوماسياً من اصل ( 39 ) ممن كانوا على ملاك وزارة الخارجية العراقية ، مساء أمس الخميس في مكتبه بالمنطقة الخضراء التي يتخذها اغلب السياسين حصنا أو جبلا يحول بينهم وبين المواطنين من افراد الشعب ،عندما كسر الكاظمي حاجز الخوف الذي يعتلي هؤلاء الدبلوماسيين الذين نقلهم وزير الخارجية السابق ” ابراهيم اشيقر الجعفري ” الى ملاك الوقف السني اثر معلومات أمنية تبين فيما بعد انها معلومات مضللة وغير صحيحة .
ان طريقة الاستقبال التي حضي بها هؤلاء الدبلوماسيين المستبعدين من ملاك السلك الدبلوماسي الى ملاك أخر لايمت بصلة الى طبيعة عملهم السابق ، كانت راقية جدا بل لم يحظى بها احد من قبل كونها تحمل صفة انسانية ومهنية قل نظيرها من بين اصحاب السلطة والجاه وكانما يعيد عليهم ماثورة أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجه ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) وهو بحد ذاته اكبر دليل على انسانية هذا الرجل الذي لاتربطني به اي علاقة او قرابة من قريب أو بعيد ، سوى اننا عراقيين ومن وطن واحد اسمه ( العراق ) وعندما بلغني انه رتب على اكتاف هؤلاء الموظفين المظلومين بلمسة انسانية واخلاقية ومهنية في ان واحد ، حملت قلمي وسطرت كلماتي وفق مايمليه علي ضميري لاخط هذه الكلمات انصافا وواجبا مهنيا واخلاقيا لهذا الرجل الذي يحذونا الامل ان يحمل معظم اصحاب المناصب والجاه دماثة خلقه وسمو انسانيته.
لقد شاءت الاقدار ان يلتقي السيد مدير جهاز المخابرات الوطني بالسادة الدبلوماسين في نفس اليوم الذي غادر فيه الجعفري وزارة الخارجية وتسليمه مقاليد المنصب الى الوزير الجديد محمد الحكيم ، ما يثير علامات استفهام كثيرة لدى هؤلاء الموظفين الدبلوماسيين او ممن تعاطفوا مع قضيتهم التي تناقلتها وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء بشكل كبير حتى وصل الامر ان تصل مظلوميتهم امام انظار الامين العام للامم المتحدة ، ما دفع السيد العبادي لاصدار امر ديواني بالتريث بنقل هؤلاء الموظفين بعد ان وردته معلومات مؤكدة تفيد بوقوع تعسف بحق هؤلاء الدبلوماسين لاعادتهم الى السلك الدبلوماسي مرة اخرى كونهم اصحاب خبرة طويلة في هذا المجال اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الشهادات العليا التي يحملها اغلب هؤلاء المستبعدين ، الامر الذي دفع مدير جهاز المخابرات ان يبدي امنياته لو انهم عملوا معه في جهاز المخابرات الوطني لما يمتلكونه من لغات حية وسَير ذاتية راقية يخدمون بها وطنهم الكبير ” العراق ” .
ان العراق اكبر واسمى من كل المسميات الاخرى كونه الأم صاحبة الصدر الرؤوم الذي يسع الجميع ، وان الموظفين المخلصين لعملهم وسمعة بلدهم كـ ( قرصة النقى ) ليس لاحد فضل عليهم وهذا مادفع السيد ” الكاظمي ” ان يستقبلهم بحفاوة وكرامة نتيجة المعلومات الطيبة والسيرة الحسنة التي يتمتعون بها والعوائل العريقة التي ينحدرون منها ، حيث سبق لبعضهم ان مثل العراق في الخارج خير تمثيل وهذا دفع السيد مدير الجهاز ان يشرف شخصيا على سير التحقيقات الخاصة بهؤلاء الموظفين الذين عبروا عن خالص شكرهم وامتنانهم للسيد مدير المخابرات لما لمسوه من حفاوة الاستقبال وشجاعة الموقف النبيل الذي يعتليه نصرة الحق والموقف .
في الوقت الذي نشاطر فيه هؤلاء الدبلوماسيين في تقديم عبارات الشكر والامتنان للسيد مدير جهاز المخابرات الوطني ” مصطفى الكاظمي ” لموقفه الانساني والاخلاقي يحذونا الامل من وزير الخارجية الجديد ان ينصف هؤلاء الموظفين المظلومين ويعيد حقوقهم المادية والمعنوية ويعوضهم عما لحقهم من ظلم وتعسف وان يكون اول لبنات عمله ، هو تصويب أمر هؤلاء الدبلوماسيين سيما ونحن في اعتاب حكومة جديدة نتمنى ان تكون على غير ما كانت عليه الحكومات السابقة في القول والفعل والله من وراء القصد.