كان هناك شاباً قد درس الدروس الاوربية في هولندا ثم تثقف ايضاً بالثقافة الاوربية وكان يفكر على الدوام بشعبه (الشعب الروسي) لماذا هو متخلف الى هذا الحد حتى انه اندحر امام ايران عدة مرات بينما تقدم الاوربيون ومنهم الهولنديون تقدماً كبيراً وهم الان يرفلون بالتنعم والرفاه والحضارة… فكر كثيراً وقام بتحقيقات ودراسات وتحليل ومقايسة واسعة حتى عرف سبب الشقاء!
عرف ان سبب شقاء روسيا هو عكس سبب السعادة في هولندا وهو ان هؤلاء الهولنديين المترفين الى هذا الحد والذين لهم حياة عصرية مرفهة ذلك بسبب كونهم يحلقون لحاهم كل صباح ويتعطرون ويتنظفون لذا عندما يذهبون الى اعمالهم اليومية وهم بكامل نشاطهم فرحين مرتاحين من رؤية بعضهم البعض وبالتالي فأن عملهم ذلك قد اوجد فيهم حياة وحركة وتفاؤلاً في الحياة اما سبب شقاء روسيا فهو هذه اللحى الطويلة (انظروا الى تولستوي وقد كانت اغلب اللحى الروسية بطول لحيته او اطول!)
لقد وجد سبب الشقاء وعاد الى بلاده وعندما تسنم زمام الامور امر بحلق جميع اللحى في يوم واحد فالبعض ممن كان يرغب في ادامة حياته كان يقول (لعنة الله على اللحية ذهبت الى حيث القت رحلها! ما علاقة اللحية بالحياة!) والبعض الاخر ممن تعصب للحاه وكان يعتبرها بمثابة حيثيته وشخصيته ومظهراً لتدينه ومكانته جلس في بيته ولم يخرج حيث بدأ الكر والفر والضغط والتهديد والتعذيب من اجل حلق اللحى واخيراً نجح وحلقت اللحى الشقية ولكن جذور الشقاء لا زالت باقية!
ومثل هذا التشخيص الخاطئ لأسباب تقدم غيرنا وتأخرنا للأسف زاد الطين بلة ويزيدها يوماً بعد يوم واكبر مثال على هذا الكلام من يتهمون الدين بأنه سبب تخلفنا وقد تناسوا او تجاهلوا ان الدين لدينا للأسف قول بلا فعل فبدل ان نتهمه بتخلفنا فلنطبقه حقيقة ونرى النتائج ثم نحكم.