23 ديسمبر، 2024 3:23 م

بضاعتهم ستُرد اليهم!!

بضاعتهم ستُرد اليهم!!

لا يختلف اثنان على أن ظهور التطرف تحت راية الاسلام صناعة غربية و أمريكية بماركات مسجلة منذ حرب افغانستان مرورا بالجزائر و انتهاءا بالصفحة الحالية بالمنطقة العربية ، و النتائج لن تضمن قريرة أعين غربية الى أمد طويل، لأن االتجارب اثبتت انقلاب السحر على الساحر، ليس من باب الشماتة بل من منطلق تجاوز حدود الله و الانسانية في حقوق العرب و المسلمين على قاعدة من عنجهية القوة ، رغم ان فصائل الدم متشابهة و حرمته مقدسة فقط أمام وسائل الاعلام، فمطابخ المخابرات تطهي كل أنواع الأطعمة المشتتة لسلامة الأبدان العربية تحديدا، لذلك هناك فوارق كبيرة في العقلانية و النضوج بعيدا عن طول القامة أو قصرها.

لا يجوز اقحام العرب بعناوين التشدد و الفتنة بحجة ان مواردهم المالية لعبت دور الجهاز التنفسي لهذه الجماعات، فنحن و غيرنا يعرف ضوابط صرف هذا المال و ضغوط الاستثمار الغربي و الأمريكي على وجه التحديد ، لذلك فان حسبة بسيطة لعدد المناطق العربية المستهدفة وطوابير الضحايا التي تحملها البيت العربي من التشدد المسيس تكشف عن عمق الهوية بين الضحايا المسلمين وغيرهم ، حتى ان اسرائيل لم يرف لها طرف رغم وجود المتطرفين من داعش على اسوارها الخلفية في القنيطرة، مثلما لم تنفذ هذه الجماعات هجوما داخل أراضي ما يعتبروه اعلاميا العدو التاريخي ، بينما قوافل الضحايا من المسلمين لم تتوقف، ما يتطلب اعادة قراءة عقلانية لعناصر التمويل غير المعلنة للجماعات المتشددة من القاعدة مرورا بداعش و أخواتها.

هجومات دامية في سيناء و ذبح العشرات داخل مسجد في نيجيريا و ضحايا بالجملة في العراق و مصر و تونس و الكويت والسعودية و البحرين ، والقائمة مفتوحة للاعضاء الجدد، بينما هناك سكون يقترب من الربيع في عواصم ” الضجيج و خلط الأوراق” و من بينها طهران، ومع ذلك هناك من يتوهم برفع داعش راية الدفاع عن المسلمبن وتحديدا آهل السنة في العراق و غيره.

واذ نحن نرفض التشدد و استهداف أرواح بني البشر بغض النظر عن توجهاتهم الشخصية، فاننا في المقابل نتحفظ على تحميل العرب و المسلمين مسؤولية ما يجري لان شركاء القاعدة و أخواتها تربوا باحضان المخابرات الأمريكية على وجه التحديد ضمن استراتيجية ” وقود حرب لا يثقل كاهلنا البشري”، في المقابل نشأ التطرف بوصايا أوروبية ضمن معادلة غير متوازنة لحقوق الانسان في شمال أفريقيا، وما يجري في العراق نتيجة طبيعية لعدم توازن قوى الحكم من ناحية و التسويف المؤلم لحقوق المواطنة بالأتكاء على الطائفية و العرقية.

نحن نعرف ان زمن النبوة قد توقف بالرسول الأكرم ” ص” مثلما انتهى زمن الخلافة الراشدة التي تستند الى مقومات شرعية غير متحققة فيما يتم الترويج له وتحديدا المتعلق منها بالمبايعة الطوعية لا الترهيبية، على حد معرفتنا ببعض أصول التشريع و الاجتهاد ، وبالتالي فان الذي يقتل المسلم لاختلاف في الاجتهاد و ليس الايمان لا علاقة له على الاطلاق بمزاعم الخوف على الاسلام و قيمه النبيلة، التي اعتمدت التسامح مع باقي الأديان و المجتمعات لا القتل و الترهيب و التهجير مثلما يجري في العراق على وجه التحديد.

التشدد مغالطة انسانية سياسيا كان أم دينيا، لأن الاسلام طريق هداية و محبة لا عناون للفتنة و التطرف بدليل أنه توسع خارجيا بينما تأكل الجماعات المتطرفة بعضها البعض، ما يتطلب صحوة اسلامية للتنوير لا للتكفير و الترهيب، وهي مسؤولية مراجع الدين المعتدلين الذين لا يحق لهم مراقبة المشهد عن بٌعد، بل التصدي المباشر للغلو بشقيه السياسي و الديني لأن الجماعات المتطرفة تؤذي الاسلام قبل غيره و ما يجري من هجمة شرسة على الدين الحنيف داخل و خارج محيطه التقليدي يكشف عن خطورة مهمة ” متشددي الولاءات المختلفة” الذين آخر همهم الخوف على الاسلام، اما المغرر بهم فان مسؤولية عودتهم الى طريق السلم تقع على عاتق قوانين الدولة

العراقية التي تحتاج الى لمسة تسامح كي يتوقف الحوار عبر فوهة البندقية بما يسمح بتآلف اجتماعي نحن باشد الحاجة اليه بعد ان تحول الدفاع عن الهوية الوطنية العراقية الى ترف سياسي، براي اللاهثين وراء الجاه فوق جماجم الأبرياء، والمشكلة أن عددهم في تزايد بسبب ركون المواطنين الى نظرية ” أني شعليه”بينما يحتاج الوطن كل عناوين البناء لا معاول الهدم، حيث تتراجع يوميا هيبة الدولة العراقية وحقوق المواطنة، بنفس طريقة اقتحام المساجد وقتل المصلين بدم بارد لاجتهاد شخصي تنقصه كل مفردات الخوف من الله!! العراقيون ليسوا أخوة يوسف لكن غالبية حكامهم لم يعتبروا بنهاية قارون!!

[email protected]