يبدو ان الرئيس حيدر العبادي وابراهيم الجعفري وزير الخارجية تجاوزا الخطوط الحمر التي وضعها قادة بعض الكتل ومن يتحدث باسمها ووكالات ومواقع اخبارية ومنصات مسمومة وهما يستقبلان وزير الخارجية السعودي في بغداد ويدشنان عهدا نتمنى ان يكون « رشيدا» في العلاقات العراقية السعودية!.
ماسمعته على الشاشات التلفزيونية وماقرأته في بعض الصحف العراقية لكتاب موالين لكتل سياسية قريبة وتابعة كان مأساويا بحق ومدهشا لجهة الكلام المسموم والدعاية والتشهير المغرض الذي تحرك على قاطرة الزيارة التي عدها «تاريخية» لمسؤول سعودي رفيع المستوى للعراق.
البعض «ولانه غاضب على الزيارة لجهة تحقيقها لاهداف وطنية حقيقية تخفف من الاحتقان الراهن في العلاقات المشتركة « اكد ان العراق سوف لن يجني من الزيارة غير الوعود بالكف عن الارهاب وان السعودية ليست في وارد تنقية علاقاتها العراقية وانها اتت الى بغداد لان العراق حقق اهدافه العسكرية في مواجهة داعش ولاتأملوا خيرا من الجبير».
هنا اسأل هؤلاء الذين يقيم بعضهم في بيروت ويدير شبكة مطاعم وآخرون يديرون مصالح مالية لتنظيمات سياسية وكتل واشخاص في الدولة العراقية على خصومة دفينة مع الرئيس حيدر العبادي:
ماذا لو كان رجل منكم على رأس الحكومة العراقية الحالية غير الرئيس العبادي وكيف ستقيمون الزيارة واين ستضعونها في سلم وسياق العملية الدبلوماسية المشلولة مع الرياض هل ستلقون باللائمة مثلا على رئيس الوزراء ام تغلظون فيه بالقول ان الزيارة اثم كبير ولايمكن استقبال الجبير وان الوطنية الحقيقية تقتضي عدم السماح للرياض بالمجيء لبغداد الى ماهنالك من هذا الكلام الكاذب؟.
هذا الفريق المناوىء للرئيس العبادي ينتمي للاسف الشديد الى المكون السياسي القريب من توجهات الرئيس ومن العائلة السياسية نفسها ولوكان رجل اخر في الحكومة العراقية الحالية يحقق هذا الانتصار الدبلوماسي ويفتح كوة في جدار العلاقات العراقية السعودية لتحول العبادي الى خيار استراتيجي للعراقيين واذا غاب فانهم سيستنسخون رجلا شبيها بالعبادي ولكانت المقالات والحوارات السياسية في التلفزيونات القريبة من توجهات هذا الفريق او التي يمتلكها الفريق ذاته صادحة بقدرة الرجل على استعادة العلاقات المشتركة وبداية صفحة جديدة من التعاون لمكافحة الارهاب الذي يستهدف الرياض وبغداد معا لكن لان الرئيس العبادي هو الذي افتتح العهد ودشن الدبلوماسية الهادئة والمرنة واتاح فرصة للاتفاق على تطوير العلاقات مع السعودية فان الزيارة تحولت الى خراب وتدمير للعراق وان الجبير لم يأت الى العراق الا للتآمر على العراق!.
الثابت عند كل لبيب ووطني ويفكر بطريقة ليبرالية بعيدا عن جميع اشكال التعصب والتطرف الحزبي والفئوي الاعمى ان «الفريق الغاضب» على الزيارة لم يكن غاضبا من السعودية والوزير الجبير الذي تحدث بواقعية عن رغبة السعودية بتطوير علاقاتها العراقية والاتفاق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي او الاتفاق على سفير جديد لبغداد خلفا للمتهور المراهق السبهان الذي اساء للعربية السعودية ولمهمة السفير انما هو غاضب على العبادي الذي حقق انتصارين او يقترب من تحقيق انتصارين في وقت نوعي واحد .. حسم المعركة في الطرف الايمن من الموصل وحسم العلاقة بالعربية السعودية بالزيارة التاريخية للجبير الى بغداد.
اغضبوا على الرئيس حيدر العبادي لايهم.. مع انكم تخربون بيوتكم بايديكم بهذا الغضب والشغب في المنصات الاعلامية المكتوبة والمرئية لان الرجل يستهدف الذهاب الى تحقيق انتصار نوعي كبير للعراق ولايستهدف تحقيق انتصارات انتخابية او اهدافا معينة تحضيرا للانتخابات كما تفعلون!.
نقلا عن الصباح الجديد