أنتم ، بعون الله، على موعد قريب جدا جدا ، من صدور أول كتاب عراقي، عن دار أمجد للنشر والتوزيع والطباعة الأردنية ، وهو : (تسريب الأخبار.. والحرب النفسية في أجهزة المخابرات) .. سأضعه بين أيدي كليات وأساتذة أقسام الإعلام في الجامعات العراقية ، وطلبة الدراسات العليا في الإعلام والمهتمين بالشأن السياسي والاجتماعي والنفسي والأمني ومراكز البحوث المتقدمة ، ودوائر صنع القرار المتقدمة.
كما سيكون الكتاب وفصوله العشرة مصادر مهمة لعمل أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية المختصة بشؤون الحرب النفسية وتسريب الاخبار وعمليات التضليل الإعلامي والتحليل الاعلامي والمخابراتي ، وكيف يمكن للأجهزة المخابراتية أن تستفيد من مواد ومضامين هذا الكتاب، الذي يعد إطلالة جديدة ، على المكتبة العراقية والعربية ، وهو مصدر مهم لكل المهتمين بشؤون تسريب الاخبار والحرب النفسية ، وكيف تعمل أجهزة المخابرات على الإستفادة من هذا العلم الحيوي والرافد المهم ، لأحد أوجه عملها الإستخباري والأمني.
كتابي الجديد : / تسريب الاخبار والحرب النفسية في أجهزة المخابرات / ، يتضمن ، إضافة الى ما تم عرضه من مضامين ، قبل قليل ، فهو يتناول فصولا أخرى عن أساليب الحوارات التلفزيونية والأسس والأساليب والمواصفات التي ينبغي إتباعها من قبل القائمين على الحوارات التلفزيونية ، وفصول أخرى في مختلف شؤون الدعاية والحرب النفسية والتضليل ، وموضوعات مختلفة ، تكون محل إهتمام طلبة الدراسات العليا في كليات الإعلام وكليات علوم السياسة والكليات الانسانية الاخرى ومنها علوم النفس والإجتماع القريبة من هذا الإختصاص.
لقد كان لدار أمجد للنشر والتوزيع والطباعة إسهامة كبرى في أن يجد هذا الكتاب الحيوي والمهم ، فرصته ليرى النور ، وتعهدت هي بأنها ستزود المهتمين بشؤون كليات وأقسام الاعلام والأجهزة المختصة بالحرب النفسية ، بكل ما يحتاجون من هذا الكتاب ، سواء أكان الورقي منه أو الألكتروني .. وعلى موقع دار أمجد للنشر والتوزيع والطياعة على شبكة الاننرنيت والسوشيال ميديا ، وهو إسهامة كبرى تفتح الباب أمام من أشرنا الى إختصاصاتهم ومهامهم الإعلامية والمخابراتية والأمنية وطلبة الدرسات الأولية والدراسات العليا، للاستفادة القصوى منه في أطروحاتهم المستقبلية، كونه أول كتاب عراقي نظري وعملي، سيكون مادة ميسرة ، تضاف الى مصادرهم الحديثة ، وستكون أحد عناوين دراساتهم المقبلة لسبر أغوار هذا العلم الستراتيجي، إن أرادوا أن يكون لهم شأن في هذا الميدان..
إن الهدف الأساس من إعداد هذه الطبعة من كتابي ” تسريب الاخبار والحرب النفسية في أجهزة المخابرات “هو أن يكون شاملا لموضوعات مهمة من مباديء وأسس علم المخابرات وأساليب وعلوم وتوجهات الحملات الدعائية للحرب النفسية الحديثة المكمل لكتابي السابق (فن تسريب الأخبار والحرب النفسية) الذي خاض غمار حملات الحرب النفسية (فبركة الاخبار)، وغاص في أعماقها، وأملي أن يلم المهتمون بهذا الشأن الحيوي أسرار تلك الصناعة الإعلامية الفريدة ، التي لم تتطرق اليها الدراسات البحثية السابقة بشيء من التفصيل.
ووجدت أن من الأهمية بمكان القاء الضوء على تلك المهمة ، وهي عمليات تسريب الأخبار ، كونها كانت تقتصر في الغالب على أجهزة المخابرات، في دول المنطقة، ولهذا أفردت في الفصل الأول من هذا الكتاب الحديث عن طبيعة مهمة تسريب الأخبار ، كونها تختص بها الأجهزة الاستخبارية ، وبعض الجهات الاعلامية هذه الايام، ولكن كانت بطرق وأساليب مرتبكة ، وتدخل في عمليات الإحتراب والإصطراع بين القوى السياسية وخدمة لأجندة هذه الجهة السياسية أو تلك ، كما تحدثت بإسهاب عن مهام جهاز المخابرات في عمليات تسريب الاخبار ، وكيف يتم إختيار كفاءات ومهارات متمرسة لهذا الغرض ، من كبار المختصين والعاملين في الحقل الاستخباري، كونها تعد ممارسة على صعيد خاص ومحدود جدا ، وقدمت رؤيتي لمن يتولى تلك المهمة في تلك الأجهزة ، وكلي أمل ، بأني أعطيت الموضوع حقه من الإهتمام.
وكان إهتمام كتب ومؤلفات الحرب النفسية في الدراسات السابقة ، العربية والعراقية ، يتركز على تبيان ماهية الحرب النفسية وأسسها واساليبها وتوجهاتها وأهدافها، دون الغوص في أعماق أحد فروعها المهمة ومكنوناتها ومضامينها الدعائية ، الذي هو تسريب الأخبار. وخوض غمار حملات الحرب النفسية بإسلوب عصري واكثر تطورا، مع مايتطلبه الأمر من توسع نطاق إستخدام هذا العلم، وفقا لتطور وسائل الاتصال الجماهيري والسوشيال ميديا.
إن مراكز البحوث والدراسات المتقدمة وكليات الإعلام في جامعاتنا، وطلبة الدراسات العليا ، ومؤسسات صنع القرار والكليات العسكرية المتقدمة ، ستجد في هذه الطبعة الجديدة من هذا الكتاب المثير لجانب مهم من جوانب الحرب النفسية فرصتها لسبر أغوار هذا العلم الحيوي من علوم الاعلام ، وتشجع طلبتها ودارسيها على إختيار عناوين أكثر إثارة لدراساتهم في البحث الإعلامي المتخصص بمهام جهاز المخابرات وعمليات تسريب الأخبار والحرب النفسية ، وفن تسريب الاخبار ، لكون المصادر والكتب التي تناولت هذا الميدان قليلة ، بل نادرة أحيانا ، إن لم تحاول دراسات أخرى أن تقترب من شواطئه أو تلامس بعض توجهاته ، ونأمل أن تجد فيه أكاديميات الإعلام وكلياته ومؤسسات البحث العلمي ضالتها ، بعون الله ، في أن يكون معينها الذي سيرفدها بأسرار وخفايا وخيوط هذه الصنعة البارعة وفنونها ، وكيف يكون بمقدورها أن تخصص جانبا كبيرا من إهتماماتها لهذا العلم الحديث ، سعيا منها الى أن تجد من يعينها ، بوضع إطار نظري يسهل على دارسيها ، وبخاصة في مراحل دراسات الماجستير والدكتوراه ، أن يضعوا هذا الفن المتقدم من الحبكة الاعلامية والصياغة الإسلوبية في مقدمة إهتماماتهم، ما يضيف كنزا الى معارفهم وعلومهم في علم الاعلام والحرب النفسية ، وفي مجالات العمل البحثي الأكاديمي، ليكون لهم زادا روحيا يغذي قريحتهم ويؤجج عقولهم لتركب سفينة الابداع الى حيث الذرى وتسلق سلالم النجاح.
وأملنا أن يكون هذا الإستعراض ، وما ورد فيه من وجهات نظر (خارطة طريق) تدلنا على كيفية تطوير أدائنا الإعلامي المخابراتي ، في أكثر مجالات الحرب النفسية إثارة ، وهو (تسريب الاخبار) ومجالات إعلامية أخرى من خلال ممارسات ميدانية مهمة لفترة تجاوزت الأربعين عاما، قدمت خلالها مئات الدراسات والمقالات التي تناولت مهام هذا العلم الحيوي المعاصر، بعد إن شهد هذا الميدان الإعلامي تطورا هائلا ومتسارعا في ميادينه المختلفة ، وأملنا من هذه الطبعة الجديدة أن نواكب مسيرة التطور ، لكي نرتقي بأجهزتنا الإعلامية والدعائية والباحثين في ميادينها الحيوية وداخل الأجهزة المختصة، الى حيث الطموحات المشروعة والآمال المنشودة ، في أن يخوضوا ميدان تجارب مبدعة لسبر أغوار أحد أهم علوم الحرب النفسية ، ألا وهو (تسريب الأخبار وعلوم الحرب النفسية في أجهزة المخابرات)، التي لم تسعفهم فيه كليات الإعلام أو البحوث الإعلامية المتخصصة ، في أن تولي أقصى إهتمام لإعداد مؤلفات نظرية ، تعين طلبة هذا العلم ودراسيه في تلمس خطوات الطريق الموصل الى النجاح.
أمنياتي ، أن يكون الكتاب الجديد، فتحا مبينا ، في دراسات تسريب الاخبار والحرب النفسية وعلاقتها بأجهزة المخابرات، وكيف توظف تلك ألاجهزة العمل الإعلامي الدعائي في ميادين تسريب الأخبار والحرب النفسية ، خدمة لأوطاننا وأجيالنا التي ستجد في فصول هذا الكتاب العشرة ، ما يروي ظمأها..
لاتفوتكم فرصة إقتناء هذا الكتاب الثمين ، وهو الكنز المعلوماتي الثر، الذي ليس بمقدور المهتمين بالشأن الإعلامي والإستخباري والأمني ، إلا أن يسبروا أغواره ، إن أرادوا النجاح وتقديم العطاء المبدع لبلدهم وأمتهم.. ومن الله التوفيق.