18 ديسمبر، 2024 6:30 م

البُشت: كلمة فارسية , عباءة واسعة منسوجة بخيوط غليظة , وفي اللغة: غطاء الظهر , أو الظهر.
ولها معاني وإشتقاقات أخرى , وهي كلمة معرّبة من الفارسية أو العكس , إذ يرى البعض أنها مأخوذة من المُستقه أي المدرعة الضيقة , وبالفارسية مُشته.
وفي اللهجة العراقية العامية تُستعمل كلمة “بشت” لأغراض عديدة , فعندما تٌطرد القط تصيح به “بِشت” , وتصف أحدهم لتلونه وألاعيبه ومخادعاته فتقول له “بُشتي” , ولمجموعة من الصبية اللعوبين “بُشتيه” , وقد تأتي بمعنى المطرودين أو الغير مرغوب بهم في المجتمع , لسوء تصرفاتهم.
والبِشتاوة سلاح بدائي يُحشى بالبارود.
وأتعس المجتمعات التي تضع “البُشتية” في دفة المسؤولة , فحالما يجلسون على الكراسي سيفتعلون المآسي لتبرير بقائهم فيها , ولـتأمين مصالحهم الشخصية , ولا يعنيهم من أمر البلاد والعباد شيئا , فهما غنيمتهم التي يتقاسمونها ويتنعمون بها.
والبُشتية يتميزون بالأنانية والفساد والجشع والإستحواذ على حقوق الآخرين , وتسخير ما يستطيعونه من الوسائل والقدرات لتأمين مصالحهم الشخصية , ونهبهم للأموال والممتلكات , وكأنهم وحوش كاسرة لا ترحم حتى نفسها.
والمجتمعات المبتلاة بالبُشتية ترزح تحت ويلات الشدائد والملمات الطاحنات , المؤكدات على الظلم والقهر والإستعباد والإذلال والحكم بالحرمان من الحاجات , والإمعان بترويع الناس وبث المخاوف وتغييب الأمن والأمان.
وبسبب تفاعلاتهم الخطلاء يسيرون إلى حتفهم بإرادتهم العمياء , الملثمة بالرغبات المسعورة , والتطلعات الفتاكة التي لا تعرف القناعة والحدود.
وكم من البُشتية مرّوا على البشرية , وأذاقوا شعوبها المآسي والخطوب , لكنهم غابوا وبقيت الشعوب تنبض بالحياة والأمل.
ولا يُعرف لماذا بعض المجتمعات , تمنح الفرصة لهؤلاء ليتسيَّدوا عليها ويتحكموا بمقدراتها , ويقرروا مصيرها ولو إلى حين.
وتلك متاهة سلوكية ولغز يحيّر الألباب!!
فهل من قدرة على “بِشت” ” البٌشتيه”؟!!