23 ديسمبر، 2024 9:17 ص

بس لايغدر عبد اليمّه

بس لايغدر عبد اليمّه

كنت بصدد ان امشي ساعتي التي قررها لي الطبيب، وبدأتها بدون عكاز، وانا فرح بما آلت اليه الامور، كنت اتجنب السيارات قدر الامكان، وبعد ان استسلمت بعض الشيء للالم قررت ان استريح باحدى المقاهي، وطلبت صديقي الشاي الذي لايفارقني، وبت اتمتع بقدحه قرب ساحة الاندلس، وانظر للمارة بنهم غريب، الجموع تتوافد على مقر الحزب الشيوعي العراقي للتهنئة بميلاده الثمانين، وهم يحملون اعلاما صغيرة مرسوما عليها ( منجل وجاكوج) واخرى تحمل خارطة العراق، لم اسمع كلمته التي وجهها لي: الله ابو الخير، رجل يعتمر كوفية سوداء مايدل على انه (سيد)، فحييته واسفت لاني لم اسمعه اول مرة، وتجاذبنا اطراف الحديث فكان موضوعنا الانتخابات والكتل والتيارات التي ستشارك فيها واسماء المرشحين، اثنى السيد على بعض المرشحين، وعلمت انه جاء من الحلة لمناسبة عزيزة على نفسه، واطال الحديث عن مدينة الحلة وماتتعرض له من ارهاب وتفجيرات، وامن غير مستقر، واردف قائلا: كلها من وراها عبد اليمّه، فقلت ومن هو عبد اليمّه، فقال: هذا واحد عدنه بالحلة، رشح لمجلس النواب في العهد الملكي، واتفق مع اهل الحلة انه سينفذ جميع طلباتهم، ولكن اهل الحلة كانوا وجلين من تنفيذ ماوعد به عبد اليمّه، فارادوا في احدى زياراته ان ينبهوه الى مايدور في خلدهم، فانقسموا الى فريقين، واستقبلوه، احد الفريقين يقول:
بس لايغدر عبد اليمّه…… فيجيب الفريق الثاني:…. يغدر مايغدر شيب امّه
واحنه هسه ماعلينه بعبد اليمّه اللي اخذ اربع سنوات ماضية، همنه بعبد اليمّه الجاي لاربع سنوات جايّه، ودعته بعد ان افرغت قدح الشاي وعدت لاكمال طريقي، وانا اردد: بس لايغدر عبد اليمّه، يغدر مايغدر شيب امّه.
الانتخابات المقبلة ستكون حدا فاصلا بين الديمقراطية والديكتاتورية، مايعني انها ستكون تجربة مهمة جدا، فاما ان تفرز نوابا جديرين بحمل اثقال العراق، نواب يتنازلون عن المآرب الشخصية، ا وان الشعب اذا ما شاهد تكرار التجربة سيلغي هذه الممارسة تحت وطأة الفقر والموت والجهل، ثلاثة امراض عالجها العالم منذ زمن طويل، ولكننا عدنا اليها باحد عشر عاما مليئات بكل منغصات الحياة، من الموت الى الفوضى والفساد واللصوصية، وعلى اساس ماقاله اهل الحلة، علينا ان ننبه مرشحينا، ونقول لهم اننا الرقيب، ونحن بالمرصاد هذه المرة ولن نسكت على حق مهتضم مهما كانت الظروف، اما بالنسبة للمرشحين القدامى فالويل لنا ان فازوا ثانية، سنعاني اذا ماصمتنا عليهم، وستفشل العملية السياسية كما يقولون اذا ماخرجنا عليهم، لكننا نتمنى للبعض المخلص والنظيف منهم الفوز ثانية، مع تفضيلنا لوجوه جديدة وكفاءات لم يسبق لها ان خاضت هذه الممارسة، ووصيتي للشعب العراقي المثل القائل: مايجرّب المجرّب، الا العقله امخرّب، لاتجربوا من جربتم، لانهم خذلوكم في كل شيء، حتى غيابات البعض منهم ، ممن يترفع من الجلوس في قاعة البرلمان، لانه يعتبر نفسه فوق هذه العملية برمتها، قد تجاوزت الحد المطلوب واكثر، وهذا النائب يصح عليه المثل القائل: اسمه بالحصاد ومنجله مكسور، ومثل هذا الاخ لافائدة ترجى منه، فعلام تتعبون انفسكم وتجرّبون المجرب. نحن نحلم ببرلمان نزيه يتألف من شخصيات معروفة بنزاهتها، ووعيها لما يمر به البلد، من امن مضطرب وفساد قد طال جميع مؤسسات الدولة، فصار الانسان الشريف عملة نادرة في هذا الزمن الذي افرزنا خلاله الكثير من الفاسدين والمتقاعسين، والطائفيين والكسالى، فبعضهم افتتح اول جلسة بالصمت وسوف ينهي وقته النيابي بالصمت ايضا، او ربما ينهيها بمفردة: موافج.