يشهد العراق هذه الايام تحركات متواصلة من اجل تشكيل حكومة قوية قادرة على العمل كما تفضل وصرح به في بيانه الأول رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني ونحن نزيد القول بأن الولاء والإخلاص” هي من أسمى معاني الوطنية له حيث أن الولاء والإخلاص في ما تقدمه من عمل يكسبه القبول وذلك مبدأ ديني وواجب إسلامي يجب على كل فرد أن ينتهجه وأن يستشعر ما قدم حاملًا لواء الولاء والإخلاص للقيادة والوطن وأن يكون عاملًا نشطًا يخدم دينه ووطنه وأفراد مجتمعه. وان يترك على جبين وطنه أثرًا إيجابيًا ملموسًا يشعر به المجتمع والأفراد، ويدع أعماله تتحدث عنه لا اسمه فهي من يطبع اسمه وينقش حروفه على مدى التاريخ فالأعمال شواهد؛ وما ان يذكر بالخير والدعاء وإما أن تنسى وإما أن يدعى له فيختار لنفسه ما يستحقه ويستحق الوطن والاجيال القادمة ،أن يحب وطنه الذي لم يكن بخيلا عليه یوماٌ وقد أعطاه أكثر مما ينتظره حتى وصوله إلى منصبه ورتب عالية، يعني الرغبة في رؤيته أفضل مما هو عليه، ومساءلة النفس عن التواطؤ في السماح بجعله أسوأ، لأن من الأهمية بمكان أن تكون صورة الوطن المثالية عندما يمنح الحب، الطعام، المأوى، الصحة، السلام، الازدهار، على قدم المساواة للجميع ،وتذكروا يوماً تقفون فيه أمام الله عز وجل، حينها يلعنون كل درهم حرام جمعته أيديكم، وبعتم وطنكم لأجله.
وطننا الغالي لا يستحق الخيانة ايها المسؤول الذي يهمش المخلصين، والمبدعين من أبناء الوطن كي لا ينافسه أحد على كرسيه، ومصالحه، والذي جمع ثروته الحرام من فساده في وظيفته، الفساد الذي يستنزف ثرواتها، ويؤخر تطورها، بلدك لا تستحق الخيانة أيها المسؤول الذي يحابي أقرباءه، وأصدقاءه على حساب مصلحة البلد، فيمنح المسؤوليات، والمناصب لمن لا يستحقها، ولا يستطيع القيام بها.. و لا يستحق الإهمال يا من يتغاضى عن الفساد، والسرقات حتى لا يعكر صفو حياته.
للوطن مكانة خاصة عند كل فرد؛ إذ ينتمي كل فرد في المجتمع لوطنه الذي نشأ فيه بطريقة إيجابية، فلكل فرد حق في وطنه وواجبات مبنية على علاقة متينة قائمة على العقيدة والمبادئ والقيم التي تحكم جميع القوانين، ويدخل تحت الواجبات المستحقة على الفرد للمجتمع والوطن التحلي بالأخلاق والقيم السامية مثل الصدق، والأمانة، والصبر، والإخلاص، والعدل، والبعد عن الغش والخداع والظلم والكذب والخيانة، ومن أهم عناصر تحقيق حب الوطن الانتماء كأن يدافع الفرد عن وطنه ويعتز ويفتخر به وهي من أهم دعائم الوطن.
ان عمق العلاقات يجب ان تكون في عنوان واحد وهو الوطن أولا.. فلا مساومة على الولاء له ونحن اليوم يحدونا أمر واحد في أن يكون تكامل دور کل مواطن في خدمة الوطن، فهما اليوم مرأته في تحمل المسؤولية وإنجاز أي تطوير ولا يخفى على أحد فإن مسؤولية العمل وثماره باتت واضحة المعالم وملموسة في كل القطاعات ، واليكن العقل مفتوحا أمام الغير حتى يكتشف كل منا الآخر وانه قريب منه محبة وألفة وبضمير صادق حبا للوطن ، يدفعنا إلى ذلك بصدق التعبير وألا تخالجنا مشاعر أخرى.