17 نوفمبر، 2024 6:26 م
Search
Close this search box.

بسم العراق جملٌ مبعثرة !

بسم العراق جملٌ مبعثرة !

وأنا بعيدٌ عن وطني ، كنت أحلم بصرخةٍ ، بوجه كل من لايريدُ الخيرَللعراق ، وعندما فعلتها من غير ناصرِ بقيت غريباً. لكني إنبهَرتُ ، ووقفت دون شعور وبكيت ! ، وأدركت انّ أعداءَ العراقِ ، ليسَ عدواً واحداً،ولا إثنين ، أو عشرة أو أربعين ..لا ..إنهم أكثرُ مما كنّا نتصوّر..وتمنيتُ أنا المحترقُ -أيضاً- أن أنطفأَ بلظى العراق وأُولَدُ كما هو من جديد !
لا أريدُ أن أصدّقَ ، أية بطولةٍ في التاريخ ، لأني لمْ أر بأم عيني بطولةً ، فلقد سمعتُها وقرأتُها، وحفظتهُا ، ورددتُها ، لمْ أر غير الهزائم ، ورأسيّ محمّل ببطولات لم أعشها ، بل عشتُ الهزيمةَ التي أشعرها في كل حين ، وكل اللافتات أمامي تبشرُ بالانتصاروبالنصر المبين، كيفَ أكون منتصراً وأنا الجائع ، كيفُ أكون منتصراً وأنا العاطلُ عن العامل ، كيفَ أكون منتصراً ، وعدويّ يقتلني في عقرِ داري ، كيف أكون منتصراً وحناجرأطفالي تصادرها المدارس الدينيّة ، كيف أكون منتصرا ولم أجد كنيسةً أشكو فيها للقسِ ، وأشعل شمعة وأصلى
على مريم ، وأنتم من أطفأ الشموعَ وقتل المصلين !
ما بوسع الكلمات أن تفعل ؟ وأنا عاجزٌ عن تفسيرِ هزيمة الموت ؟!
كيفَ أفسرُّ مارأيتهُ ، إمرأةٌ دفنتْ وحيدَها ، وعادتْ لتشغلَ مكانهُ في ساحاتِ الحريّةِ المقدسة ؟.
من هزمَ الموتَ مقدسٌ ، ومن سارَ على خطاه ، وليس المقدّسَ عندي من يصمتُ حيث يكون الكلامُ مقدّساً .
ليسَ عراقيّاً من يعيش ، بين ظهرانينا وهو يعدُّ خطواتنا ، مادهاك أيها الخائب تكرهُ العراق !
لم أعد أؤمنُ بالتاريخ ، لأني كنتُ ميتاً فيه ، وقد وِلدت في الأول من أكتوبر ، بعدَ أن رأيتُ ملائكةً يحملون البشرى، ويستبقون المقدسين أو ما كنّا نحسبهم ! ، وعندما قال ..صمتوا..ثم تكلموا وقالوا : أنت الأول !
ابتسم وقال : أنا أفضلكم على نفسي !
فصمُتَ العالم ، ليسَ كرهاً وإنمّا غير مصدّقٍ ، وسقطتْ كل نظرياتهِ التي خلتْ من قوةٍ ما تهزم الموت !
كيف أفسرُّ المرأة العراقيّة ، فأقول : عليّ أن أفرّقّ أولا بين جنسينِ من النساء
المرأة العراقيّة ……والمرأة…!!
كيفَ أفسرُّ ماحدث خلال سويعات قليلةِ ، حيث تحولت الساحاتُ المقدسة الى أسواقِ ومطاعم ، ومحلات حلاقة في الهواء الطلق ، عيادات طبيّة ، وهناك من يرابط عند الجسر يراقب سلوك العدو ، وكأنه في نزهة .. كيف أفسرّ هذه المطابخَ بكوادرَ من النساء والرجال والمحاربين القدماء ، كيف تحولت الساحات الى دولة وعلم ، بلا رؤساءِ أو وزراء يذبحوننا ..
وكيفَ أفسرُّ التك ..تك !
هل هي دراجة بخارية ..دخلت العراق بعد 2003 وهذا ما أظنه .
آسف لن أستطيع تفسير قائدها ولاهي ..أنا عاجز تماماً .

أحدث المقالات