17 نوفمبر، 2024 5:42 م
Search
Close this search box.

بسطيات بسطيات

لم يشهد أي بلد في العالم هذا الثراء السريع والجنوني الذي حصلت عليه النخب السياسية في العراق التي جاءت مع هدير مجنزرات دبابات المارينز بعد 2003.
والعجيب أن أي مقابلة تلفازية مع اي مسؤول ثرى واستثرى من عراق ما بعد صدام وعندما تسأله عن ظروف عودته من منفاه .؟
يرد أنه أما جاء بطائرة درجة سياحية او عبر الحدود بسيارة نقل ركاب ( جب أم سي ) وحالما وصل بغداد أما نام واستقر مؤقتا مع صديق او أستأجر بيتا او جناحا في دائرة حكومية استغلها حزبه كمقر مؤقت.

    واليوم هو وبفضل الله وعونه وتعويضا عن ايام العوز والجهاد والمنفى هو وزير او نائب أو مدير عام ويملك العقارات والمولات والاستثمارات وعقود الاستيراد .

    بين الحين والآخر اقرأ مقالات لرفاق عاشوا ضنك المنفى مع اثرياء اليوم وهم قلة فضلوا ان يعيشوا بذات العفة والزهد ولم يقتربوا من صفقات الزيت المغشوش والسكر الغارق في ماء البحر وصفقات الدشاديش ( المشكوكة ) وجولات التراخيص الظالمة ومحطات الطاقة الكهربائية التي تبين انها دمى اطفال وغير ذلك .

    هؤلاء المتعففون يتحدثون عن الماضي الفقير لرفاقهم اثرياء اليوم عندما كان بعضهم يفترش البسطيات او الاكشاك او محلات تنظيف الدجاج المذبوح ومهن اخرى .

    ربما هذه المهن بالنسبة للمقاوم المنفي هي وسام شرف وفخر تزين تاريخه بالعفة والنزاهة والايمان ، لكنهم لم يعطوا هذه الاوسمة التي كانت على سطورهم قيمتها الحقيقية ، عندما غادروها الى قصور وشقق المنطقة الخضراء وفنادق دبي وعمان ، فصارت ثرواتهم مصدرا للاستنكار والنكتة ومسيرات ساحات التحرير.

    وربما الصورة اعلاه في جمعها وطرحها تمثل واحدة من اقسى مراحل الحظ العاثر الذي تواجهه بلادنا الطيبة في محنتها مع الارهاب واللصوص منذ أيام سرجون الأكدى والى اليوم.

 

أحدث المقالات