هذا العنوان، هتفوا به ورددوه المتظاهرين من أبناء ذيقار، في الجمعة الفائتة، إنّ قصة النعل مع الظالمين والمفسدين طويلة وعريضة، تارة فيها حكمة، وأخرى مروعة، وتارة تكون ظريفة، وللنعلِ شواهد تأريخية نحكي بعضاً منها.
الشاهد الأول: قال عبد الله بن عباس: دخلت على أمير المؤمنين علي عليه السلام بذي قار وهو يخصِف نعله، فقال: ما قيمة هذه النعل؟ فقلت: لا قيمة لها! فقال عليه السلام: والله لَهِي أحب إليَّ من إمرتكم إلاّ أن أقيم حقّا، أو أدفع باطلاً.
الشاهد الثاني: في واقعة الطف( خرج القاسم وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر إليه الحسين عليه السلام، أعتنقه وبكى ثم أذن له فبرز كأن وجهه شقة قمر، وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان، فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع نعله اليسرى، وأنف أبن النبي الأعظم ـ عليه وعلى آله الصلاة والسلام ـ أن يحتفي في الميدان، فوقف يشد شسع نعله، وهو لا يزن الحرب إلاّ بمثله غير مكترث بالجمع ولا مبالٍ بالالوف).
ليس فقط غير مكترث بالجمع، بل أراد أن يقول لهم، إنّ هذه إمرتكم التي بعتم لأجلها آخرتكم، بحفنة من الدينار والدرهم، لنعلي أحب أليّ منها، وله أسوة بجدهِ أمير المؤمنين عليهما السلام.
الشاهد الثالث: أَ تذكرون ذلك الشاب، الذي يحمل ألم ثلاثة عقود، كيف كان يركض وراء صنم الطاغية صدام؟ عندما كانت الدبابة الأمريكية تجرهُ،و يحمل بيدهِ نعله، ويضرب على وجه الصنم باليمين!
الشاهد الرابع: حادثة النجف المأساوية، في زمن حكومة علاوي، والتي أطفأت نارها المرجعية، عندما عجز الجميع في إيجاد حل لها، أقول: إلى متى تبقى المرجعية تقيل عثرات الحكام الفاسدين؟ مرة مع علاوي، ومرة مع الجعفري عند تفجير القبتين للأماميين العسكريين( عليهما السلام)، وأخمدت المرجعية نار الطائفية، أرادت أن تأكل الأخضر واليابس! والمرة الأخيرة مع المالكي، في سقوط المحافظات بيد داعش، وأنقذت العراق في فتواها الخالدة!
لست أدري، هل هناك رابعة مع العبادي؟ أظن ولا سامح الل… ستحدث فتنة في المحافظات الجنوبية، يشعلها المالكي وأيتامه، وستطفي نارها أيضا المرجعية الدينية!
علاوي زار مرقد الأمام علي عليه السلام بعد الحادثة، وما أن خرج منه توالت على رأسهِ النعل، من كل حدب وصوب، حتى لم يبق نعل في الكيشوانية!
الشاهد الخامس: الأعلامي منتظر الزيدي، قذف الرئيس الأمريكي بوش بنعلهِ، وتلقفها المالكي بيدهِ، وياليت السيد المالكي اليوم يتلقف النعل، التي تُضرب بها صورهِ من قبل المتظاهرين في الساحات!
إنّ بسطال مجاهد في الحشد المقدس، لهو أفضل وأشرف من نعل حجمه( 277 )، قاد الحكم في العراق وعاث فساداً وخرابا، وهو أحبُ إليَّ منكم ومن مناصبكم .. فسلام لك مني يا بسطال الحشد!…