23 نوفمبر، 2024 5:11 ص
Search
Close this search box.

بسطال الجندي العراقي على راسي

بسطال الجندي العراقي على راسي

العنوان جملة اطلقها السيد نبيل الجنابي الذي يدير حوارات على قناة المستقلة الفضائية المشبوهة التمويل والاهداف ، وبغض النظر عن السيد نبيل والقناة واختلافنا معهم الا ان الجملة استدعت التوقف والتأمل لما تمثله من نغمة نشزت عن سمفونية التسقيط للجيش العراقي والتي تصدح ليلا ونهارا حتى بات الجندي غريما وعدوا يجب استهدافه وفق ماكنة الاعلام القذرة والجبارة المستهدفة للعراق وشعبه….
بعيد سقوط الطاغية ونظامه الدكتاتوري انفجرت الثقافة المصنوعة والمنتجة من قبل النظام السابق والمتمثلة بالعداء الكامن للدولة ومؤسساتها ، هذا العداء انسحب من العداء للسلطة الى لدولة نتيجة تماهي الدولة والسلطة معا في ظل النظام البعثي المقبور ، والجميع يتذكر حينما كنا تلاميذا كيف كانت عمليات التكسير والتدمير للمقاعد واللوازم الدراسية ممارسات مألوفة لا تجد شجبا واستنكارا من لدن التلاميذ اللهم الا الخشية من ادارة المدرسة وعقوباتها ، واستمرت هذه الثقافة في ظل النظام الديكتاتوري لسبب جوهري هو التماهي وملكية السلطة للدولة ومؤسساتها دون الشعب ، بل ووصل الامر الى ان يتجه البعض الى شرعية وتزيين سرقة اموال الدولة واملاكها في ظل النظام الديكتاتوري وباستنباط غريب ومستهجن لما يسمى بمجهولية المالك وغيرها من المبررات السقيمة….
وبعيد السقوط انفجرت هذه الثقافة ليصبح سلب ونهب مؤسسات الدولة ظاهرة طاغية على المشهد العراقي حتى بات مايعرف بالحواسم مشهدا مألوفا لازلنا نعيش فصوله ، والانكى ان تترجم ثقافة العداء للدولة الى التدمير ان لم يكن للسرقة فرصة ، وهذا ماشهدناه في حرق الكتب والمخطوطات في المكتبات العامة والاثار في المتحف العراقي ، ربما يعلل البعض تزويقا وتلطيفا لفساد وخراب الانسان العراقي بالمؤامرات والمافيات الخارجية ، ولكن يبقة العامل الحاسم هي هذه الثقافة التي نتمتع بها والتي انطلقت كالغول لتحرق الاخضر واليابس وسهلت للمافيات والمؤامرات ان تتحرك بحرية منقطعة النظير في تدمير العراق ، والاشد مرارة الطبقة السياسية التي زامنت المحتل الامريكي وامتدت الى اليوم والتي وجدناها صامتة ومتواطئة مع المحتل في حل الجيش العراقي والمؤسسات الاساسية لركائز الدولة كالاجهزة الاستخبارية بجميع تشكيلاتها ، واتذكر كم كان المواطن فرحا وهو يتخلص من الخدمة الالزامية والجيش العراقي دون حضور في وعيه الى النتائج الخطيرة المترتبة على ذلك والتي نعيش اثارها الى اليوم….
بعيد السقوط بفترة زمنية خرج رجل المرور الى الشارع على استحياء ووجل وارتباك لوضع جديد لايعرف كيف التعامل معه ، والمؤلم وفي زمن حكومة اياد علاوي تناقلت الاوساط الشعبية حادثة ضرب شرطي المرور من قبل احد سواق الكيا في ساحة الطيران احتجاجا على اوامره بفسح االشارع مما استدعى الى تدخل بعض افراد الحرس الوطني المتشكل حديثا لمعاقبة السائق بغلظة ، وكانت هذه الاوساط تتناقلها – وبغض النظر عن حدوث الحادثة من عدمها – تعبيرا عن املها في فرض النظام والقانون الذي لايمكن العيش بدونه…
والى اليوم نجد استهداف الجندي والشرطي ورجل المرور ثقافة نتعاطها وتضخ علينا اعلاميا وبشكل مكثف حتى بات الردح الاعلامي سمة بارزة ضد هؤلاء خصوصا من اولئك المكثرين نباحا بالحرية وحقوق الانسان وووو….
ولعل الحادثة الاخيرة التي قام بها قوات من الجيش في اغلاق النوادي الليلية ومحلات الخمور فصل من فصول المواد الاعلامية التي توظف ضد الجندي العراقي ، فقناة الحرة عراق ذات المشروع الامريكي في استهداف ثقافة المجتمع العراقي لمسخها وفق الاجندة الامريكية صورت الجنود كأوباش وهمج من خلال عرضها تكسيرا وتدميرا للنوادي الليلية وخصوصا في منتدى الادباء ، ولعلي اشك وبقوة ان هذا التكسير اما حصل بعد عملية الاغلاق ومن قبل هؤلاء المرضى الذين يسمون نفسهم ادباء او بتواطيء بين قناة الحرة عراق وهؤلاء المرضى ، واذا لم يكن شكي في محله فاني اصمت عن ممارسات الجندي العراقي لا لشي الا لوجوب رفع الكارت الاحمر امام ثقافة استهداف الجندي العراقي باعتباره الركيزة الاساسية للدولة بل ويجب رفع الكارت الاحمر ضد استهداف رجل مؤسسة الدولة وخصوصا الجندي والشرطي ورجل المرور….
وارجو ان لايفهم من اني مع او ضد غلق النوادي الليلية فهذه لاتثير في نفسي شيء في بحر المآسي والمشاكل التي يعيشها العراق ، وارجو ان لايفهم كذلك انني اكتب انتصارا للحكومة والطبقة السياسية فتقاطعي مع هذه الطبقة السياسية والسلطات سواء حكومة او تشريع واضح بل اذهب الى ان طبقتنا السياسية مجمومعة من المافيات والمتخلفين الذين يسعون حثيثا في تدمير العراق ودولته….
ما كتبت الا لأني اشعر ان الدولة ومؤسساتها ملكي انا المواطن دون السلطة وساستها الفاشلين والفاسدين ، ولابد لي انا المواطن ان ادافع عن مؤسساتي سواء ضد السلطة او ضد الثقافات المتخلفة التي استشرت وتستشري في مجتمعنا ، وعبثا ان نوجه خطابنا الى السلطة والساسة القائمين على الدولة للعمل على بناء الدولة فالتجارب والممارسات قطعت الامل بان هذه المافيات ستبني او تدعم مؤسسات الدولة ، وسنكون مستنجدين بالنار من الرمضاء اذا خدعنا نفسنا بامل خير في هؤلاء الساسة…
واخيرا فاقول كلمة لحق هذه بسطال الجندي العراقي على رأسي وأملي به وبجميع رجال مؤسسات الدولة ان يبنوا الدولة وبغض النظر عن ساسة الدولة والقيادات الفاشلة.. ، واود اعتذر اذا ما بدرت مني اساءة الى الجندي والشرطي ورجل المرور فيما سبق غفلة عن هذه الحقيقة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات