23 ديسمبر، 2024 2:38 ص

بسطاء العقل الشرقي واحتيال المعممين

بسطاء العقل الشرقي واحتيال المعممين

المشهد رجل معمم ومريض وبعض من اقاربه يبصق المعمم في فم المريض او في كأس ماء يشربه المريض ويتعالي اصوات الحاضرين بالصلاة على سيد المرسلين محمد (ص) والجميع ينتظرون المعجزة المؤكدة في وقت قصير ان لم يكن آ ني لان المعمم من نسل الرسول (ص) وهو الطبيب الشافي لكل انواع العلل. يالها من سذاجة ويالها من استخفاف بعقول الناس.
احقا لهؤلاء الناس عقول تؤمن بامور لايتقبلها عقل رضيع؟ في منصات التواصل يتم تداول مقاطع فيديو حقيقية كثيرة لحيوانات تبدو اكثر ذكاءا من هؤلاء البشر. اسد على سبيل المثال لاالحصر يحتضن بعد غياب او فراق انسان له معرفة سابقة به والانسان هذا ليس مسلم ولا ينتسب الى الرسول (ص). السر هنا هو تبادل مشاعر السلام والامان والمحبة والالفة على مدى فترة زمنية وليس نتيجة قدرة كامنة مورثة من القديسيين يمارسها محتالون ومشعوذون يترزقون على بسطاء العقول.
يروي لي صديق يبلغ من العمر الان 55 سنة يقول اصبت مرة باكتئاب شديد وانا في العاشرة من عمري فظن الناس ان جهة غير مرئية قوية قد احتلت جسدي وروحي واخذت توجهني بما تشاء واخذت انا اتصرف بشكل غير سوي. قررت اسرتي بعد جهود مضنية كلفتهم الكثير اصطحابي الى معمم يقرأ على رئسي ويبصق في فمي ويكتب لي حجاب \ تعوذة يبعد الارواح الشريرة المحتلة. وتوقع وجعل اسرتي تتوقع ان العلة ستختفي في فترة وجيزة وساعود الى الحياة السوية. يضيف الصديق قائلا لم اتغير قيد انملة عن وضعي المرضي السابق وجعلوني اتجرع قذارة ذلك الشراب ونفس ذلك الشخص المعمم المنبعث من فمه برائحة الثوم اثناء جلسة العلاج ان صح التعبير واتوقع ما كتبه احتيالا في وريقات الحجاب كلمات اغنية ذات صلة من اغاني ذلك الزمن كأن تكون(ذهب الليل طلع الفجر والعصفور صو صو) لانه اوصى بعدم فتح الحجاب خوفا من غضب السماء ويختتم الصديق بالقول لم اتخلص الا بعد زيارة طبيب نفساني ارجع الامل لي في الحياة.
ومن الامثلة الاخرى كنت يوما احلق رأس جدي الضرير فوجدت علامة مميزة في مقدمة الرأس سألته ما هذا يا جدي اجاب انه اثر الكي الذي اوصى به احد المعممين عندما اصابني الم شديد في الرأس في ايام الصبى فاوصى ذلك المعمم بالكي. ويبدو ان الكي كان قوي جدا بحث قطع العصب البصري لجدي المسكين وجعله يفقد نعمة البصر. يالهم من ظلمة وجهلاء هؤلاء المعممين.
والاكثر غرابة من ذلك هناك اناس متعلمون ومطلعون وجالوا بقاع الارض سفرا وخالطوا اجناس متنوعة ومختلفةاثناء غيابهم عن الوطن وتراهم بسهولة يرجعون الى معتقدات الطفولة الساذجة .معتقدات اباءهم واجدادهم غير العلمية وصدق من قال ان الطبع غلب التطبعع. وكذلك ايضا صدق قول الشاعر
لاتربط الجرباء حول صحيحة خوفا على الصحيحة ان تجربا

خلاصة القول تظل العقول الساذجة متمسكة بالخرفات والامور غير العلمية المضرة في كثير من الاحيان كحرق الحرمل اوالبخور لمكافحة اعتى الامراض واشرس اعداء الحياة كوباء الكرولا الحالي او حمى الايبولا في افريقيا