أكيد انه لامر موءلم حقا ان ينتظر المرء سنوات يلملم الآلاف من تعب السنين وخفض الإنفاق بغية تأدية فريضة الحج ثم يرتهن مصير عبادته بغطرسة طرفين تتفاوض وتؤجل او تضيع عليه لان المنية قد تناله أسرع . الصراع الذي يريدونه ازلي بين السقيفة وألطف وسواد روح الانتقام والتربص اضاعت على ٧٠ او ٨٠ الف مواطن إيراني نعمة الحج لهذا العام . وإذا صدقت رواية الرياض (اصرار طهران على دعاء كميل بالمسجد النبوي كل خميس) و (توزيع نشرة الزائر وهي نصائح وتوجيهات للحجاج الإيرانيين من مرشدهم) .
ومهما اعتبر الطرف الإيراني من أهمية للأمرين الا انه لن ولن يرقى الى أهمية الفرض الواجب لمرة واحدة لكل مؤمن متمكن ماديا وصحيا وعقليا .. من يتحمل وزر هذا التصرف أهو الذي يجير الفرض بأسلوبه ويسخره لمآرب سياسية كاذبة أدواته مواطنين لاحول لهم ولا قوة ام يتحمل وزره طغاة الرياض يريدون فرض مفردات وهابية شاذة عن كل ما يتعلق بالدين ( أكيد ولا شك ان كلا الطرفين يستخدم السقيفة وألطف لغايات سياسية ابعد ماتكون عن الدين) .
ونفس اللوم للرياض التي كانت تسمح بدعاء كميل كل خميس بين المسجد النبوي ومقبرة البقيع وبحماية رسمية فما الذي استجد لتتراجع الرياض عما قبلته لسنين. او قد يكون هناك اشتراطات لم تذكر تريد غطرسة طهران فرضها وترفض غطرسة الرياض قبولها ، والضحية هو الحاج المسكين حيث ضيعوا عليه صبر وجهد سنين .. تقبل الله منهم (الحجاج) حسن النية وصدق الجهد . اما فلماذا جاء بالعنوان غطرسة بغداد ،، فهذا له اسبابه حيث سبق لنظام غطرسة بغداد قبل ٢٠٠٣ ان روج لفتوى إلغاء الحج لإحدى سنوات أواسط التسعينات بحجة تأثير الحصار الاقتصادي على عموم الناس (بحسب مفتي النظام حينها صبحي الهيتي) بينما كان النظام وأدواته تنعم بخيرات لايتصورها الشعب المحاصر فكانت (كلمة حق يراد بها باطل) .. وهل تحسن الحال بعد طاغية بغداد بل اصبح اسوء حيث واجهنا لصوص بغداد الذين تنوعت فنون الغطرسة عندهم فيضطر من يروم الحج ان يدفع اجور الحج كاملة ليدخل اسمه بقرعة قد تصيب سهمه بعد ٣ او ٤ سنوات ويقود عمل موءسسات الحج فقهاء الفساد المالي . او تجد بعض من منافقي الدين والسياسة (من قادة هذه الأيام )ان تقله طاءرة خاصة لزوجاته واطفاله وحاشيته للحج على حساب المشاركين بالقرعة (وحصل ذلك بتكرار) .
بمعنى ان غطرسة بغداد لمرحلتي قبل وبعد ٢٠٠٣ كما هي ، فقط اختلاف بالأسلوب وتشابه بالنوايا . سوءال بسيط جداً هل يتقبل الله من مثل هؤلاء المتغطرسين الذين اضاعوا ولن يتوقفوا عن الناس عباداتهم ام ان أسباب اخرى ستشفع لهم ، ام سيمكن إيجاد تبرير لأفعالهم عن طريق ممثليهم . وسؤال ابسط وربما ساذج هل سنجد يوما ما من يتحلى بخلق رسول الله كما امرنا (ان يكون لنا أسوة حسنة) وان نمتنع عن مثل هكذا استغلال او نجد متمثل حقيقي بالإمام الحسين او احد الصحابة الكرام ويرى الإيمان كما كانوا عليه . حقا انها غطرسة موزعة بين الرياض وطهران وبغداد يمارسها ادعياء الدين .