جسر قديم تحمله غطاسات، تحول بسبب التأمر وضيق الأفق، إلى ممر إنقاذ لأبناء وبنات الانبار، تحول بسبب التبعية التي جبل عليها بعض المتشيخين والمتعيلمين والمتسيسين، إلى السبيل الوحيد ليتخلص أبناء الانبار من سكاكين و سيوف أبناء جلدتهم، الذي رفعوا شعار إنقاذهم من الصفويين، فصدق الأغبياء والجهلاء أذانهم، ليكذبوا عيونهم.
بزيبز اظهر الحق والحقيقة، حيث قام الصفويون جيش وحشد وشرطة بما لم يقم به أبناء الانبار المخلصين، وضعوا ظهورهم جسور ليمر عليها، كبار السن والمرضى والنساء، غسلوا بأيديهم وجوه أهل الانبار ليزيحوا عنها التعب والخوف، لا بل ارضعوا الأطفال، بقناني تدبروها من النساء الأخريات، لان الأمهات فرغت صدورهن من الحليب بسبب الخوف والرعب والتعب من الثوار.
بزيبز مكان شاهد حي على ما قلنا العراقي هو العراقي، ابن الجنوب هو ابن الجنوب، نفسه الذي عايشناه وعشنا معه سنون طوال، في دراسة أو خدمة عسكرية أو أي عمل آخر لم يتغير، هب لنصرتنا، في وقت سكت من يدعي انتمائه ألينا، فلم نجد من أهل بغداد أو ديالى أو حتى صلاح الدين، من استفزه قتل أبناء البونمر، وأطفال ونساء الرمادي، ألم يقولوا أن بغداد يشكل السنة فيها 50% ليس فيهم من استفزه حال أهل الانبار ليتطوع دفاعا عنهم؟! رغم الألم الذي يخزنه الشيعي في داخله من مجاهدي المراقص والفنادق، الذي لليوم نسمع نباحهم، رغم أنهم تعروا بالكامل، دون أن يذكروا (24) ألف شرطي و(50) ألف بين صحوات ومتطوعي عشائر سلموا الانبار على طبق من ذهب، لتنظيم الدولة، سلموا أسلحتهم بكاملها لهذا التنظيم، بدون رمي أي طلقة.
بزيبز سيقول يوما ما الحقيقة كلها، وسيخبر الأجيال طال الزمن أو قصر، بأن صباح كرحوت وصهيب الراوي أكملوا ما بداه علي سليمان واحمد أبو ريشة وعبدالرزاق الشمري وسعيد الافي وعبدالملك السعدي وطارق الزين، وغيرهم من الأراذل، لأنهم من خطط بأن تسير الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم.
بزيبز سيقول كل شيء، وبالتفاصيل، كيف كان المخطط أن يقسم العراق، ليكون للانبار وضع دولة أو إقليم يتحول إلى مقر للفلسطينين، كي تهنأ إسرائيل بدولتها، سيقول كيف خطط عمقنا العربي، لتتحول الانبار إلى منتجع لشهواتهم وسفراتهم،
بعد أن تكون جدار صد بينهم وبين الشيعة، أن يباد أهل الانبار وسكانها الجدد من الفلسطينيين في أي مواجهة، وما عليهم إلا دفع الأموال الحرام ولتفرج بحجة الدفاع عن السنة.
بزيبز سيقول أن هؤلاء الشراذم استلموا الثمن، دون تدبر بأن ما يفكرون به لا يتعدى أضغاث أحلام، فإقليمهم أو دولتهم المزعومة، لا يمكن لها أن تتنفس الهواء ولو للحظة، كون الشيعة لا يمكنهم أن يضحوا بالنخيب ولا بسامراء ولا بالدجيل ولا ببلد، وكذا الاكراد، لا يتنازلوا عن متر من المناطق المتنازع عليها، عندها ماذا سيعمل الكراحته والقادة الذي يعيشون معانات أهلهم في المراقص، ويتباكون عليهم في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، بالدس وتشويش الحقائق، هل يخوضون حرب ضد الشيعة، لو كانت لديهم القدرة على هكذا حرب لحموا الأعراض التي تناخى لحمايتها الشيعة.
بزيبز سيشهد على حقيقة أدعياء القيادة، وفشلهم في العيش المشترك مع الآخرين ويأسهم من ممارسة الحكم، لذا انقسموا بين عميل صغير معتاش على أموال الخليج، وبين متسيس معتاش على خيرات العراق تحت عنوان تمثيل أهل السنة، بزيبز سيشهد على صغر همة هؤلاء وانهيارهم أمام مصالحهم الذاتية، ليتسافلوا إلى حد التأمر مع الأمريكان واليهود ودول الجوار، على أهلهم وليس على البلد.
بزيبز ملزم غدا أمام التاريخ أن يسجل الحقائق ليحفظ لفالح العيساوي وللهايس ولأبناء العامرية، والبغدادي وحديثة وللجزء الأكبر من عشائر البو فهد والبومحل والبو نمر والجغايفة والعبيد وللجبور في صلاح الدين أو في الانبار، مواقفهم المشرفة مع أهلهم.
بزيبز ملزم أمام الضمير أن يسجل المواقف، مواقف الممثلين ومواقف المخلصين، ما على الأجيال إلا أن تقف على ضفاف النهر بجانب بزيبز ليروي لهم قيمة الرجال الذي باعو وتأمروا، وارخصوا الأعراض لا لشيء إلا كونهم لا يعرفون قيمتها، بزيبز سيتكلم بالحقيقة كما هي، فليوصي الشرفاء أجيالهم بأن يقصدوا بزيبز ليحددوا مواقفهم، التي تحفظ إنسانيتهم ورجولتهم، حيث مر بالتجربة وكان شاهد عليها…