23 ديسمبر، 2024 10:14 م

خلال الاشهر الاولى لدخول الكويت نقلت الى مديرية التخطيط في وزارة الدفاع والتي كانت تحوي في تنظيمها شعبة اعداد الدولة للحرب التي لديها الصلاحية في الموافقة او عدم الموافقة على اي مشروع تريد اية وزارة انشائه من حيث تأثيره على مسرح العمليات العراقي.
في اليوم الثالث لالتحاقي استدعاني السيد مدير الشعبة ليخبرني بأن علي حضور مؤتمر بعد ساعة في وزارة التخطيط يديره السيد وكيل الوزارة حول موضوع انشاء سد في شمال العراق وأردف ان الموضوع مكتمل وأن الدفاع وافقت على المشروع منذ فترة وأعطاني الاضبارة لأدرسها في طريقي الى وزارة التخطيط.
كان الحضور بحدود ثلاثين شخصا من مختلف الوزارات وافتتح السيد الوكيل الجلسة بقوله ان كل الموافقات حاصلة ويبقى فقط مناقشة موضوع الدفع بالاجل او الدفع المباشر.
كنت قد عرفت من خلال الاضبارة الدسمة ان المشروع ضخم وانه يحقق بحيرة ضخمة الا انه لم تتبين الغاية من انشائه ، فسأ لت السيد الوكيل عن الغاية والجهة التي اقترحت المشروع فأجاب ان الامن العامة هي التي اقترحته لاغراض امنية ،فسألت عن ممثل الامن العامة في الجلسة فاجابني فبادرت الى سؤاله عن الغاية فأجاب ان البحيرة ستكون مانعا يمنع تعاون (المخربين) مع ايران في تلك المنطقة.
القيت شبه محاضرة عسكرية لأوضح للمؤتمرين ان الموانع لا تمنع بل لديها (قوة توقيف) وأن لاقيمة لها في حرب العصابات كونها تعمل بمجاميع صغيرة وبعد نقاش طويل ذكرت لهم بحيرة دوكان القريبة من البحيرة المقترحة والتي لم تمنع حركة البيشمركة بل انها وفرت المأوى لهم فضلا عن الطيور والاسماك التي يتغذون منها…وقلت لهم على هذا الاساس ان وزارة الدفاع تسحب موافقتها على المشروع خصوصا وأن تحصينات خط بارليف وخط ماجينو والاف الموانع في التاريخ لم تمنع مهاجما تظاميا فكيف  تمنع العصابات..
 
لنعود قليلا الى الخلف يوم كان الامريكان والسيد المالكي يكيلون التهم للقيادة السورية على انها تصدر القاعدة الى العراق واليوم التهم نفسها الى تركيا والسؤال اليوم هو كيف تتمكن دولة ما من منع مسافر لديه تاشيرة البلد الجار وهل ان القاعدة او تنظيم الدولة يحملون هويات مكتوب عليها في حقل المهنة انه داعشي او قاعدة ؟؟؟ وهل ان هذا الارهابي ان كان قادما من الانبار او غيرها الى بغداد تتمكن سلطات بغداد من منعه او اكتشاف انه ينتمي لهذا التنظيم او ذاك ؟؟؟ عليه تسقط حجة القوات الامنية والطبقة السياسية في منع اهل الانبار من المرور على جسر بزيبز الذي دخل التاريخ وأن الموضوع هو اكبر من ذلك.بل هو اكبر حتى من حادثة القاء ام غاضبة لرضيعها المتوفي في بزيبز في الماء
حتى نزوح اهالي الانبار لا يشبه المنازح الاخرى حيث من يصدق ان حتى السيدة امينة بغداد الجديدة اصبحت عنصرا امنيا وباتت تصرح بأن هناك ارهابيين بين النازحين …اما السيد العبادي فقد لبس ثوب السيد المالكي وصرح بأن النزوح غير مبرر ولا ادري كيف اراد لعوائل آمنة فيها نساء واطفال ان لا تنزح عندما احتلت نصف مدينة الرمادي وهل كان الافضل لهم ان ينتضروا وعده القائل باستعادة الرمادي خلال ايام ؟؟؟ام انه كان عليهم ان يثقوا بقوات انسحبت من الموصل وتكريت بسرعة البرق دون تحقيق تماس مع العدو الدي لم يأت اصلا لاحتلال نينوى بل احد جوانب مدينة الموصل ؟؟؟ام انه كان عليهم ان يصمدوا بعد ان انسحبت افواج الفرقة الدهبية قبل وقوع المعركة؟؟؟
البزابز كثيرة وليس بزيبز واحد فهناك بزيبز احياء العامرية والخضراء التي لا اقول عنها الا ان اجرائاتها مخجلة ومهينة لسكان هذين الحيين ومن يريد ان يعرف كيف يهانوا عليه المرور من امام حي الخضراء ليرى الرتل الذي يبلغ طوله بالعادة كيلومتر على الاقل ويتخيل ان الله قد كتب عليه ان يسكن هذه المنطقة وان عليه ان يقف في نهاية هذا الرتل مرتين يوميا وكيف انه سيكفر بالاوطان والشعوب كلها  …
 وهناك بزيبز الخندق الذي يتم حفره بين كربلاء والنجف من جهة والانبار من جهة اخرى من ميزانية العراقيين والذي سوف لن يقدم او يؤخر شيئا وسيكون دوره كدور اجهزة الكشف المزيفة تلك الاجهزة التي ثبت زيفها ولم يعاقب المزيفين وكلفت شعبنا الكثير من الضحايا وستكلف الاكثر لاحقا.
وهناك الاف البزابز(السيطرات) في شوارع بغداد التي اثبتت الايام الطويلة انها غير ذات نفع سوى انها تذل الشعب وترهقه وتقلص الكثير من طاقة تحمله فضلا عن كونها احسن طريقة لافساد الجيوش وعزلها عن شعوبها
ولعله من المفيد الذكر ان احدث البزابز هو خرق الدستور الذي تآكل من كثرة الخروقات باصدر امر يمنع فيه ابن المحافظات السنية من بيع وشراء العقارات في عاصمة العراقيين  بغداد …ولعل المخجل في الامر ان الذي سجل نفوسه في بغداد منذ نصف قرن او اكثر لا يحق له ايضا لانه متهم ومدان في ان ولادته كانت في الانبار…..من لا يصدق هذه النكتة فليستفسر
والنكتة الاخيرة في ديمقراطية العراق هي ان حتى مقبرة الكرخ وضعو عليها بزيبز وهو عدم السماح لمشيعي الجنازات بادخال اكثر من سيارتين الى تلك المقبرة التي تحولت اليوم الى دولة والحمد لله حيث فلان الشهيد البطل الذي استشهد في قاطع مهران وفلان الشهيد البطل ضد الاحتلال الامريكي وفلان الشهيد البطل الذي استشهد على يد الميليشيات وفلان الشهيد البطل على يد الارهاب ….هكذا ضحكوا علينا وما زالو ولا ندري متى ينتهي مسلسل الشهيد البطل ومتى يتوقف (مغيسل ) النجف عن استقبال الشهداء الدافعين ثمن طائفية المالكي و امامنا دماء كثيرة سندفعها ونحن ساكتون خانعون نتظاهر فقط للحصول على الرواتب والكهرباء