برنامج البشير شو هو نتاج الإستقلال والحرية ، والمهارات الفنية المحترفة ،والدافع الوطني النبيل ، لقد شكل علامة فارقة في الإعلام النقدي الساخر الذي يحمل رسالة وطنية مؤثرة من حيث تعرية الفساد والإجرام والعمالة !
ما يميز هذا الموسم الجديد هو وحدة الموضوع مدار النقد ، فقد أصبحت سياسية البرنامج تخصص كل حلقة منه لمناقشة ونقد قضية معينة تهم البلد والناس ، ويتم العرض والنقد بإسلوب إحترافي يتمتع بتحرير جيد جدا لمواد البرنامج غائب عن الفضائيات العراقية جميعا ، فالفضائيات موزعة مابين حزبية وملكية شخصية ، وفضائية الدولة الرسمية بائسة جدا أسيرة النهج الإيراني الطائفي ، حتى رئيس شبكة الإعلام الجديد العلماني سارع الى زيارة نوري المالكي وقدم له فروض الطاعة والولاء وتعهد له بالبقاء على نفس النهج المتخلف الموالي للأحزاب وإيران وعدم تغيير الوجوه القديمة المتملقة ، ومابين التدليس وكذب الإعلام الحزبي وضعفه من حيث المضمون والجانب الفني ، ومابين خوف أصحاب الفضائيات الشخصية على مكاتبهم من الحرق والإعتداء على كوادرهم .. مؤسف عدم وجود إعلام مرئي عراقي حر وصادق !
من صفات أحمد البشير على الصعيد الشخصي هو انه إنسان ينزع الى الإستقلال والحرية والتميز ، والإستعداد لدفع ثمن خياراته الحرة .. وهذه السمات لاتنسجم مع الإعلام العراقي الداخلي و لن تجد لها موطئ قدم ، لذا نجح في إيجاد تسوية موفقة في الظهور على اليوتوب والتعاون مع القناة الألمانية ، وإستطاع أحمد البشير بعيدا عن الخطابات والكلام الأيديولوجي ان يستقطب ملايين المشاهدين ، وان ينتقل بهم من مستوى السخرية والضحك الى إدخالهم في قلب الوجع العراقي من خلال إستعراض كوارث العملية السياسية ومايرافقها من فساد وجرائم وعمالة .
حينما كنا في المعارضة للنظام السابق .. كنا نحلم بالحرية والديمقراطية ، فإذا بنا نتراجع الى الوراء بعد التغيير ويصبح الشعب العراقي وثرواته رهينة بيد الميليشيات الإيرانية ، وإذا كنا سابقا نخشى الإعتقال من الأمن والمخابرات ، صرنا بعد التغيير لانعرف من يعتقلنا وكم عدد السجون السرية للميليشيات ، ومن أين تأتي رصاصة الغدر ، لقد تحول العراق الى غابة يسودها الخوف والموت والخراب … ولهذا من الضروري وجود أحمد البشير وبرنامجه الرائع ووجود غيره من الوطنيين الأحرار .