23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

” برنادشو ” صديق الرسول ونكتبه ونلفظه خطأ

” برنادشو ” صديق الرسول ونكتبه ونلفظه خطأ

 يحتار المرء لماذا تغدو السنتنا عوجاء تجاه الكثير من المفردات والأسماء وأسماء العَلَم الأجنبية التي دخلت واستقرت في مجتمعاتنا منذ عشرات السنين , ولابدّ أنّ الكثيرين سيدافعون او يبررون ذلك بِ ” تعوّد ” الألسن على هكذا الفاظ او تلفّظ وانتشارها الواسع بصيغة خطأٍ شائع , انّما ما هو مستغرب لماذا لم يتحرّك المثقفون والجهات المعنية لتصويب وتصحيح هكذا مفردات عند بدايات دخولها الينا , كما اذا وُجِدَت مثل هذه التصويبات بشكلٍ محدودٍ ومتواضعٍ فلا استجابة لها من وسائل الإعلام لتعزيزها ونشرها على اوسعِ نطاق .
 في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي إمتلأت مؤسسات ودوائر الدولة بأعداد كثيرة جدا من السيارات الحكومية التي سُمّيت بِ < لاندكروز > بتشديد الكاف .! ولمْ تقتصر هذه التسمية في التداول على تلفّظها , وانّما كانت كتابتها كذلك في المخاطبات والمراسلات والكُتب الرسمية .! بينما الجميع يقرأون الأسم المدوّن على هذه المركبة باللغة الأنكليزية < LAND CRUISER > والذي لفظه ” لاند كرويزر ” وبدون الكاف المشددة  , ومن المدهش سلباً ان جرى حذف الحرفين الأخيرين من التسمية وكذلك دمج الكلمتين بكلمةٍ واحدة .! , وترجمة الأسم الى العربية هو < الطوافة الأرضية > .
هنالك ايضا اسماءٌ اخرى يجري لفظها بشكلٍ خاطئ لعديدٍ من السيارات والمركبات ومنذ بالنصف الأول من القرن الماضي , وسأترك اسماءها واعدادها هنا كي لاتطول هذه المقدمة التمهيدية للموضوع الأساس .
  على الرغمِ من أنّ الخطأ هو خطأ اينما وحيثما كان , واذا كان التلفّظ الخاطئ لبعض اسماء العجلات ليس مهما عند البعض , فأنه من ” المعيب ” أن يشمل التلفّظ الخاطئ لشخصيةٍ عالميةٍ شهيرة للمؤلف والكاتب المسرحي المعروف ” برنادشو “وهذه هي كتابته ونطقه غير الصائبين .!
فأسمه بالأنكليزية هو GEORGE BERNARD SHAW , فنجد أنّ التسمية العربية القائمة منذ زمنٍ طويل هي ليست سوى اختزال مُحرّف لأسمه , والذي في اقلّ تقدير كان ينبغي نطقه وكتابته بِ ” برنارد شاو ” , وللتمعّن اكثر في الخطأ الحاصل فنجد حذف حرف ال R الذي يسبق الحرف الأخير في ” برنادشو – BERNARD ” بالعربية , واذا ما اوغلنا اكثر فهنالك فرق بين لفظ ” شو ” و ” شاو ”  SHOW , SHAW ومن غير المناسب التساهل في دقّة التسميات وخصوصاً انه من الشخصيات الأكثر شهرة في العالم , وهو الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الأدب في عام  1925 والتي رفض استلامها معتبرا انها <  تشبه طوق النجاة الذي يلقى لشخصٍ بعد وصوله الى الشاطئ > .
و ” برنارد شاو ” الأديب البريطاني – الأيرلندي الذي اشتهر ايضا بمقولاته النقدية – الساخرة والمعبّرة , فقد كان مَثَلُه الأعلى للشخصية الدينية هو النبي محمد ” ص ” , ويرى أنّ اروع ما في حياة الرسول انّه لم يدّع سلطة دينية سخّرها في مأرب ديني , ولم يحاول السيطرة على اقوال المؤمنين , ولا أن يحول بين المرء وربّه , ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة للّه تعالى .
ومن اقواله الأخرى بحقّ الرسول ” ص ” < انّي وجدته اعجوبة خارقة , ولم يكن عدوّاً للمسيحية , بل يجب أن يسمى منقذ البشرية > ويضيف : < أنه لو تولّى أمر العالم اليوم , لوفّق في حل مشكلاتنا بما يؤمّن السلام والسعادة التي يرنو البشر اليها , ولو تولّى العالم الأوربي رجلاً مثل ” محمد ” لشفاه من علله كافة.

[email protected]