منهم من كان عذره أقبح من الذنب ، فأدّعى أنه كان غائبا ، ليظهر كذبه بعد ذلك ، بعد أن وشى به زميل من كتلة منافسة ، منهم من يعترف بالتصويت ثم يعتذر (للشعب العراقي) ! ، منهم من صوّتَ ثم يقرر سحب تصويته ! أخرون ادعوا عدم التصويت ليظهر كذبه أيضا ! ،
الا يشبه هذا صراع اللصوص بعد انفرادهم بالغنيمة ؟ فيسعَونَ الى تسقيط وتصفية بعضهم بعضا ؟ اليس هذا استغفالا لتطلعات الشعب ؟، الا تُعد تلك خيانة عظمى للأمانة وللوطن ؟ فهم يعلمون أن ما أقدموا عليه عارا يرقى الى السّرقة والخيانة والكذب ، فترى أحدهم يسعى الى دفع (التُهمة)عن نفسه ليلقيها على غيره وهو كذاب وغيره كذاب !.
هنيئا لك أيها الشعب العراقي بمن يُمثلك ، أنظر الى الخبراء والمستشارين لأخطر الأجهزة لدينا ، ابتداءً من الأمن والدفاع مرورا بالطاقة وانتهاءً بالاقتصاد والمال ، هؤلاء الطارئون والبعيدون كل البعد عن أختصاصهم علما وفكرا وانتماءً ، والا كيف نفسّر الاصرار على الفشل الذريع لهذه الدولة على جميع الصُعُد؟، الفشل الذي يدفع ثمنه المواطن ، والمواطن فقط ، وكأننا أزاء أبشع استعمار مرّ به البلد ، بكل ما به من عبودية واستغلال ونهب وتجويع ومصادرة للحريات وتكميم للأفواه ، ولكن على يد أبناء جلدتنا هذه المرة !.
من أين أتى هؤلاء المنخرطين بفرية اسمها (الخدمة الجهادية) التي لم تحررنا من براثن النظام السابق ؟ وكأن الجيوش العرمرم العابرة للقارات بألتها العسكرية الجهنمية لم تكن ،هل عادت علينا خدمتهم هذه بمنفعة ؟ لقد زوّروا حتى (الجهاد) وجعلوه شكل من أشكال (البزنس) الحرام، مثلما أستغلّوا حتى الشعائر الحسينية للترويج الأنتخابي ، أية خدمة جهادية هذه ونصفهم كانوا خدَما للنظام السابق ، والنصف الأخر في منتجعات اصقاع الأرض ،ينعمون بأموال مشبوهة ، بعد أن لفظهم البلد ؟!.
أين تطلّعاتنا وتوجهاتنا من توجهات الشعب المصري الشقيق ؟، لقد زلزل أرض مصر تحت أقدام حكومة (مرسي) لأنه جسّ نبض حكومته الجديدة بعد التغيير ، ولم يلمس تحسّنا في أوضاعه بعد عام ، عام واحد فقط ! .