23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

برلمانيّنا ؛ لا نقرّ ضرورة مسلحين في العراق , أم نقرّ!؟

برلمانيّنا ؛ لا نقرّ ضرورة مسلحين في العراق , أم نقرّ!؟

العراق اليوم يُدار من قبل جهات خارجيّة , جوار وغيرها , تلك حقيقة استحالة من يريد إنكارها , والسبب معروف , وللتذكير ؛ جميع من في حكومتنا اليوم كانوا رعاية تلك الدول لغاية الغزو , والرعاية تتطلّب استحقاقات ما أن يتحقّق الهدف كما هو معلوم  , والعراق مكتنز بالثروات , هدف الغزو تبديد تلك الثروات بأيّ شكل نهب سرقات حرق عقود تزييف  تزوير رواتب جنونيّة كي لا يتعافى مجدّداً فيطالب بحقوقه و “يهدّد أمن المنطقة” , عراق مجزّأ لدول الجوار كلّ دولة لها جزء فيه متّفق عليه تديره , وبعلم أميركا , ووفق خطّة سبقت الاحتلال وإن لم تعلن لكنّها تفتضح يوميّاً على أرض واقعنا المرير عقدت صفقاتها أميركا مع تلك البلدان وب”خارطة تمزيق العراق وشلله” وتكبيله بقيود فعّالة , نتائجها تفريغ خزينة العراق كلّما احتوت دريهمات , قد يمتلك أعضاء البرلمان حسّ وطني أو أخلاقي لكنّهم يجدون أنفسهم أمام خيارات لا بديل لهم عنها يجدون أنفسهم ك”بلاّع الموس” برامج وملفّات بين يديه تبدو من خارجها إصلاحيّة لكنّ داخلها مليء بالمغريات كقانون التقاعد مثلاً , فخارطة طريقه لو تأمّلناه ستقودنا لما مخبّأ داخل قوانين لا تُحصى صدرت عن البرلمان النكبة , ظاهرها إصلاحي كقانون التقاعد باطنها تبذير جنوني! وإلاّ كيف أصبح العراق فاسداً من أعلاه إلى أدناه لا يقوى الدفاع عن تهديدات خارجيّة تستهدف وجوده إلاّ بتنازلات مستمرّة ؟ يعني النهوض العراقي بات يرتبط بكلّ جزئ منه بدولة من دول الجوار ممّا يستحيل معها عمليّة نهوضه إن كانت لدى قادته رغبة في النهوض ! , وهو أقسى ما أفصحت عنه سايكس بيكو كبّلت العراق مسبقاً بدول جوار مهما كانت تافهة فهي عضو من أعضاء الأمم المتّحدة ! ولذلك , ولكي يكتمل خنق العراق باستمرار جعلوا ممرّات مياهه المطلّة على منافذ البحار ضيّقة جدّاً .. يعني العراق هو صحيح أصبح “بلد حرّ ومستقلّ وذو سيادة” أي نعم , ولكنّ إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء , يعني مقيّد , فما هي المنفعة الكويتيّة , الحقيقيّة من ميناء مبارك مثلاً غير تسوير العراق وخارجيّته تبتسم! وتكبيله ما إن وجدت أميركا خللاً في سايكس بيكو ظهر جليّاً بُعيد وقف حرب الثمان سنوات .. لذلك لا نستغرب ظهور مسلّحين في العراق بين آونة وأخرى لأنّ هذه الظاهرة في حقيقتها ما هي إلاّ احتجاج شعبي شديد اللهجة والحلّ الدموي هذا على ما يبدو سيبقى على حاله فلا نغالط أنفسنا ولا يستغرب المالكي ولا يُمثّل علينا استغرابه أو اندهاشه ! فهو يعلم جيّداً أنّ العراق ممزّق ومقسّم بين دول الجوار لا يستطيع معالجة  أيّ مشكلة حدوديّة أو اقتصاديّة يستورد الغاز الإيراني ومشتقات النفط منها “أي بيع الخبز للخبّازة” ! إلاّ إذا وافق المسؤول التركي عن سدود مياه دجلة وموافقة خفر سواحل الكويت وكسب رضا المشرف على تزويد النفط العراقي للأردن وإطلاق سراح الارهابيين السعوديين واستيراد العمالة وتنفيذ المشاريع لجميع دول الجوار وملئ السوق العراقي ببضائعهم وبصناعاتهم  ثمّ لا تريد العراقي بعدها يا المالكي أن ينفجر!!؟ .. دوّامة من الدوائر الدائرة بدورها على دوائر أخرى , تكبيل لا نظير له ينعكس باستمرار عن حالة بؤس مزرية للعراقي وأسوأ عليه بكثير من مرحلة الحصار الشرس , شوارع بغداد مثلاً , أثناء الحصار لا نقول قبله , أنظف , أم بعده ؟ ! الحواجز ونقاط التفتيش المكدّسة وتقطيع أوصال بغداد والمدن فقط لإسعادك يا سيد المالكي أم يفترض أن يسعد بها العراقي معك أيضاً ؟ ولماذا هذه الأنانيّة منك تريد السعادة لك وحدك! أم أنّها رُصّت وقُطّعت زمن الحصار! , ولا نستغرب ذلك , نقارن بين حصّة المواطن التموينيّة زمن الحصار وبينها بعد التحرير رغم تكدّس مئات المليارات , نقارن بين الحصول على الوظائف الحكوميّة زمن الحصار وبينها الآن محصورة بالتطوّع فقط , بين امتهان العراقي اليوم على أبواب السفارات  وبين استقباله بالورود واللجوء معزّزاً مكرّماً زمن الحصار! بين خنوع هذه الدول المجرمة وخوفها من العراق زمن الحصار وبين الذلّ الّذي يلقاه قادتنا السياسيّون اليوم بنفس الذلّ ما أن يذهب أحدهم متوسّلاً مصلحة عراقيّة ببابها يُطرد وهو يبتسم لعدسات التصوير! الحلّ لا نقول مساندة التسلّح داخل العراق بكلّ ثمن شعبيّاً ورسميّاً ! , ولا نقرّ طلباً يُطلب شعبيّاً من الحكومة صناعة مسلّحين ! وإن بأسماء مختلفة “مخيفة!” رغم أنّ ذلك بعد ما تقطّعت السبل بالعراقيين ما يُعتقد اليوم على أنّه وحده سيعيد هيبة العراق ويخوّف دول الجوار لأنّ الجوار وأميركا لا تفهم لغة الابتسامات العريضة وإسلاميّات وأخوّة , ولذلك باتت ميول العراقيين تريد أيّ قوّة تنتشل حقوقهم  على أن تكون من داخل البلد وهو ما يزعج حكّام اليوم فسارعوا لتسميتها “داعش” خاصّةً وجيش العراق لن يُسلّح التسليح الصحيح إلاّ بوجود مسلّحون ! هكذا نطقت أميركا أخيراً عندما وجدت مصالحها تتعرّض في العراق لخطر حقيقي فاستعدّت مؤخّراً لإرسال قوّة لحماية منشآت النفط العراقيّة بعدما أخذت أزمة المسلّحين في العراق بالتفاقم ! , فالغرب والشرق لا يخاف العراق ويحترمه إلاّ إن كان مسلّحاً تسليحاً حقيقيّاً , فما دام هناك عراقي مظلوم حامل سلاحه ولو سكّين فالعراق بنظره مخيف ومستقبله بالنسبة للغرب والشرق غير مضمون , وما دام الجندي العراقي مواصفاته مطابقة تماماً مع الجندي الأميركي شكلاً وتدريباً وأداءً “وارتزاقاً بحجّة “تطوّع” فأميركا مطمئنّة تمام الاطمئنان , لذا نرى كيف انفتحت مخازن أسلحة أميركا لتسليح جيش يُفترض أنّه جيش عراقي بأحدث السلاح “حتّى النوويّ” إن تطلّب الأمر فقط لكي يقضي على المسلّحين فيه ! فعند الفراغ من المسلّحين ستعود “حليمة” إلى “عادتها القديمة”  تسليح يعود للحرب العالميّة الأولى زبأعلى الأثمان جيش عراقي مسخ يبقى على طول الخطّ بمواصفات أميركيّة عراق بين رحى دول جوار يسحن ويسحق حتّى العظم وما على العراق سوى الابتسام أمام عدسات التصوير .. أميركا هربت من العراق ولم تخرج برضاها إلاّ عندما وجدت مغانمها بأيدي أمينة فلو لم تجدها لكان العراق اليوم حرّاً فعلاّ ونظام الحكم فيهه يديره عراقيين فقط تتلاشى أخطائه لا تتفاقم كما يحصل اليوم ..