يؤسفني ايّما أسفٍ , إفتقادي القُدُراتِ التعبيرية في كلا مجالَي الإعلام والأدب , لأختيارِ العنوانٍ الأدق والأشد فيّ التعبير, بدلاً عن العنوان اعلاه , مع التأكيد والتشديد على موضوعية الكتابة وعدم الإنجرار للتعابير الإنشائية والمجازيّة , إذ عنوان المقال هو في صيغة الحدّ الأدنى للوصفِ والتوصيف .
لسنا هنا بصدد التحدث عن زيادة رواتب نواب البرلمان بمليون دينار أخرى , أي رفعها من 4 الى 5 ملايين , حيث هذه الزيادة لا تشكل او توازي ما يكاد يمثل ” كنسبة مئوية ” سوى بخشيش يجري دفعه في مطعم او نادٍ ليلي ” داخل او خارج القطر ” , وقد كشفت النائبة ” اشواق الجاف ” بأنّ هذه الزيادة الطفيفة – الخفيفة , ليست إلاّ لزيادة الراتب التقاعدي بعد انتهاء دورة البرلمان .
تلطيخُ نواب المجلس لجباههم بالعار , وكأنه < سيماهم في وجوههم من الجحود > ودونما تحويرٍ للآية القرآنية < سورة الفتح – آية 25 > .
التوقيت المختار لزيادة الراتب ” الأسمي ” بمليون آخر , والذي يتزامن ولا يتناغم مع اعلان وتصريح عدد من منظمات الإغاثة الدولية عن دقِّ ناقوس الخطر ” للنازحين من معركة الموصل ” اي خطر الجوع .!! , فضلاً عمّا نشاهده في الفضائيات المحلية ” اولاً ” والعربية ” ثانياً ” من مشاهداتٍ ولقاءاتٍ ميدانية مع نازحاتٍ ونازحين يئنّون من عدم وجود ماء ولا لقمة طعام .! , فذلك ما يخجل منه العار وحتى ” البار ! “
ما اسهل وما ابسط على كافة نواب البرلمان ان يتبرعوا بأرسال شاحنات ” خزانات المياه ” حتى لو لم تكن صالحة للشرب ! الى السادة النازحين , وما اسهل عليهم ايضاً بالتبرع بشراء المعلبات التي تملأ رفوف المحلات والأسواق , ولمدة يوم واحد وارسالها للنازحين واللاجئين , وهذه لا تشكل نسبة % 1 من مخصصاتهم وامتيازاتهم .
لا اريد هنا الإستشهاد بأمثالٍ شعبية عن الغيرة او ” نقطة وسقطت ” وما الى ذلك ايضاً , انما ارى وحفاظاً على سمعة السادة النواب , هو أن يبتعدوا عن الإدلاء بأية تصريحات , والأبتعاد ايضاً عن عدسات الكاميرا وشاشات الفضائيات حتى انتهاء معركة الموصل على الأقل , ولا نفهم مدى حماسهم للعنة التأريخ والحاضر ايضاً .!