هل سنشهد سلوكاً سياسياً لم نعهده منذ التغيير؟!
وانأ أتابع بيان رئيس المجلس الأعلى “عمار الحكيم” بفصل الشيخ المستقل (احمد السليطي ) من تحالفه كتلة المواطن على خلفية إقالة مجلس محافظة البصرة قائد الشرطة؟، بفعل التراجع الأمني الذي شهدته البصرة مؤخراً من عمليات إرهابية واغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت ،ودفاع الشيخ السليطي عن قائد الشرطة لمصلحة شخصية وليس لمصلحة عامة تضع مصلحة المواطن البصري أولا . ما يضع شعار كتلة المواطن (محافظتي أولا) في اختبار حقيقي أمام الشعب العراقي و أهالي البصرة ، وحتى لا يعدو الشعار الذي وجد فيه العراقيون واقعية كبيرة ( على قاعدة كسر البيضة من الداخل الذي يعني الحياة …..) سوى لقلقة جوفاء أسوة بالشعارات التي مجًها الشعب العراقي .
كانت برقية الحكيم للسليطي مصداقاً للالتزام بالعهود والمواثيق التي يجب أن تكون عليها جميع القوى السياسية العراقية ليصل العراق لما يجب أن يكون ، وتالية مد جسور الثقة التي تقطعت بين المواطن وخياراته، فالجميع شاهد عزوف الناخب العراقي حداً أوصل العملية الانتخابية لعدم الاعتراف بشرعيتها بسبب تدني نسب المشاركة الانتخابية بفعل “تجارة الأصوات” التي دأب عليها بعض السياسيون ! فما أن تحط الانتخابات رحالها يبدأ المسئول بــــــ” حصاد الامتيازات”! متناسياً “عقده الاجتماعي” مع جمهوره الذي قطعه شفاهية (لأننا لن نصل لمرحلة تدوين عقد ميثاق شرف كفلته الأعراف الانتخابية يقضي بتوقيع ما يزيد 600 ناخب عقد مع المرشح وفي حال نقض المرشح للميثاق من حق الناخبين إقالته فقانون مجالس المحافظات يقول :يقال عضو مجلس المحافظة في حال 1 ـ غيابه لثلاث جلسات متتالية .2 ـ ارتكابه جريمة مخلة بالشرف .3 ـ عدم التزامه بالمواثيق والعهود.) .
هناك قراءة أخرى بين سطور البرقية مفادها عدم وجود خطوط حمراء لأفراد أو قوى سياسية مهما كان حجمها تمثل تيار شهيد المحراب أو متحالفة معه تغرد خارج سرب المواطن ، فالحكيم لا يتردد برفع الكارت الأحمر بوجه أي شخص أو قوى سياسية أذا لم تلتزم بعهودها ومواثيقها تجاه أبناء الشعب العراقي .
البعض عد الخطوة انتحار سياسي على اعتبار مجلس المحافظة ببداية عهده ، ونحن نقول: صحيح لكنه انتحار بحساب السياسيين ، أما أصحاب المشاريع، ومن يفكرون ببناء الأوطان فما يقلقهم” انتحار المشاريع ” والمشاريع التغييرية لا تبنى ألا على أساسات رصينة وصحيحة .
خطوة سياسية جريئة تجعلنا نمني النفس كمواطنين طالما لعنًا أصابعنا التي غمسناها بحبر الانتخابات أن هناك سلوكا جديداً للقوى السياسية مبني على احترام العهود والمواثيق وان دم وكرامة المواطن خطاً احمر لا يمكن تجاوزه ،وأننا سنشهد سقوط ظاهرة (شًيلني وشًيلك )!.