في احدى اللقاءات التلفزيونية التي عرضتها قناة البغدادية الفضائية مع الدكتور احمد الجلبي رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي ,والتي كشف من خلاله الجلبي عن قيمة مايدفعه العراق من مبالغ كوراتب موظفين في الدولة العراقية فقط بمبلغ ( واحد وخمسين) ترليون دولار كرواتب فقط !! وقبل فترة كانت النائبة ماجدة التميمي تلوح هي الاخرى في تصريحات عرضت من على مواقع الكترونية مختلفة حين قالت ان من الممكن ان يطال التخفيض رواتب موظفين الدولة جميعا , ناهيك عن التصريحات الاخرى لمسؤولين ونواب عندما يظهرون في شاشات التلفاز ببدلاتهم الانيقة واربطتهم المتقشفة , ذات الالوان الزاهية ليحذر بعض منهم من خطورة المساس برواتب الموظفيين على عكس اعتراف اخرين منهم بان( الأدخار الاجباري) اقصد التقشف سيطال جميع الموظفيين كون ان مصطلح الادخار يبدو انه اقل وقعا في نفس المواطن العراقي والذي يحرص النواب على استخدامه بعناية حفاظا على نفس بقايا نفس المواطن العراقي ان وجدت اصلا ! واخيرا ظهر الهلال الذي اصبح بدرا من خلال صورة الكتاب الرسمي الموقع في مجلس الوزراء والذي تفاجئ به الاخير بانتشاره السريع في مواقع التواصل وهو يحمل في سطوره ( تحوير وتغير ) الشهر من ثلاثين يوم لأربعين يوم ! وفي الحقيقة انني لم اصدم نهائيا بذلك القرار كون المسؤولين نفسهم كانوا قد مهدوا الطريق بمفهوم وكلمات كثيرة مثل( الافلاس , الازمة الخانقة , فقدان السيولة النقدية , انهيار سعر النفط ) وغيرها من التسبيبات خاصة اخرها التي بدت في التصريحات التي ادلى بها صراحة السيد البرزاني في لقائه الاخير ومن قلب بغداد حين قال ان ( بغداد مفلسة ) , ومثل ميقول المثل الشعبي (( ابوية ميكدر اله على امي )) تحاول الحكومة العراقية معالجة هذا العجز والافلاس براس العراقي الفقير وتحديدا براس محدودي الدخل متناسين ( شفاطة ) الاموال وناهبين الاموال هو طلقاء مرحين يعيشون في فنادق سويسرا واوربا ! وعلى مايبدوا ان الايام القادمة ستحمل معها الكثير من القرارات الارتجافية التي لاتنذر بخير مطلقا ..
تلك القرارات التي عادة ماتذكرني بافلام الرسوم المتحركة ” الكارتون” التي بدء عرضها وعلى ماعتقد في منتصف السبعينات والتي كانت تحمل عنوان ” بربا شاطر ” الذي كان يطلق على نفسه انه اعظم ساحر !! فكان يستطيع تحويل نفسه الى اناء او سيارة او مفك او مظلة بسهولة ويسر ودون عناء فكان يحول نفسه بماتتلائم معه الظروف وفي أي مكان وفي اية مناسبة دون تفكير او تردد , نعم مع الاسف العراق اليوم اصبح وبفضل قادته النجباء يستطيعون ان يحولوا ايام الشهر من 30 يوم الى 40 يوم !! بحركة سحرية شبيه بربا شاطر وبحركة بهلاونية يغيرون بها كل شي يعود لمقدرات هذا الشعب ماذا سيقول المواطن لمؤجره وصاحب شقته او منزله مثلا : انتظرني لاعطيك حقك كل اربعين يوما !!
وقبل ايام سمعت احد المتحدثين بلسان الحكومة رسميا ومن على برنامج ” الحصاد ” في قناة الشرقية وهو يحاول المراوغة وايجاد سبل منطقية واجابات دبلوماسية ليحاول دفع ماتناقلته اخبار تكبير الشهر على قياس الفقراء , فلم يفلح ذلك الشاب الوسيم في اقناع احدا ولا حتى من يجلس معه في الاستوديو حتى راودني شعور انه لم يكن مقتنعا اصلا بمايقول وخاصة وهو يقف امام شاشة غير اعتيادية كشاشة الشرقية لكن هذا ماتطلبته احكام الوظيفة التي يتقلدها
المهم ان من الملاحظ ان الطبقة السياسية العراقية منزعجة كثيرا بخصوص موضوع الرواتب التي تدفع للموظفيين العراقيين مقابل الخدمة التي يقدمونها لهم ! متناسين ان لولا هؤلاء الموظفين لما كانت هنالك دوائر ومؤسسات يحكمونها , او ربما ان الساسة وعلى مايبدو
( يمونون ) على الموظف الي لازم يساعد السياسي والمسؤول في محنته ولازم يساعده حتى يتخطاها ويظل بكرسيه للابد !
حقيقة الكلام موجع كثيرا (والركعة صغيرة والشك جبير وياناس الابرة ماتحفر بير ) … نعم ايها السادة التاريخ يعيد نفسه وببشاعة ..ولكن لايسعني غير القول للسياسيين خافوا الله شويا مع هذا الشعب المسكين الذي انهك بسبب فقدانكم القدرة على ادارة موارد هذه البلاد التي ضاعت بسرقاتكم وعدم مبالاتكم فحفظوا كرامة المواطن العراقي وكرامة هذا الشعب الذي ان جائت له فرصة لاخذ حقه
منكم في يوم من الايام صدقوني لن يتاخر اويتردد لحظة عن تنفيذها والتاريخ شاهد وخير دليل .