23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

تتدارس قيادات عراقية مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الارهابي , مقترحات من مسعود البرزاني وأثيل النجيفي , لتسليم الموصل الى قوات البيشمركه والحشد الوطني , ومن دون قتال , مقابل مغادرة قيادات داعشية من الاجانب مع عوائلهم , وبأمان الى الرقة السورية , والسماح لمقاتليه من العراقيين , البقاء في الموصل .
ويبدو أن الحوارات المشتركة , ما بين شخصيات عراقية سنية , مقيمة في أربيل وعمان وأنقره , مع البرزاني والنجيفي , أعطت نتائجها الايجابية , من خلال أنسحاب مسلحي تنظيم داعش من قرى تابعة لسهل نينوى , من دون قتال أو أصابة أي مقاتل من البيشمركه , وخلال ساعات قليلة , حيث تمكنت وبكل سهولة , قوات كوردية , أنطلقت من محوري الخازر والكوير , من فرض سيطرتها على أكثر من عشر قرى في سهل نينوى , ووصلت الى جسر كوير الاستراتجي الذي يربط أربيل بنينوى وكركوك , وباتت تبعد عن مركز الموصل سوى عشرة كيلومترات تقريبا .
الخدعة التي أستعملها أسامة النجيفي , في عملية أستجواب وزير الدفاع , خالد العبيدي , وكشفه لحالات الفساد , لرئيس مجلس النواب , وأثنين أخرين, خلقت أجواءا من التوتر والفوضى , ما بين الاحزاب السياسية الحاكمة, سهلت كثيرا للبرزاني , أن يتوسع في أغتصابه لسهل نينوى , ومد نفوذه بشكل كامل الى زمار وربيعه . والامر اللافت , أن البرزاني سيصوت لصالح بقاء العبيدي في منصبه , لان اللعبة قد أكتملت .
الولايات المتحدة , التي تلعب على أكثر من حبل , ومن يخطط للبرزاني , وبفضل السياسات الرعناء لنوري المالكي , هم من سمحوا لداعش الارهابي , أن يغتصب الموصل , وقبلها كركوك , وأن يتقاسم التنظيم المجرم مع مسعود , المعدات العسكرية العراقية , وأراض نفطية , لم يحلم البرزاني يوما , في ضمها لاقليم كوردستان , كل ذلك منحته القوة المادية والمعنوية , لان يعلن , أن أستقلال كوردستان , أت لا محالة.
الاحزاب الكوردية في الاقليم , بعضها صامت , والاخر يستحي في أعلان تأييده للبرزاني , خشية أن تكون الولايات المتحدة , وبعض دول التحالف الغربي , التي تعلن دعمها لمسعود حاليا , أن تتحول يوما ما , بفعل تغيير المصالح والسياسات المشتركة , الى جحيم للشعب الكوردي , وأنفالات متعددة , مع مكونات الشعب العراقي .
تعتقد الاسرة البرزانية , أن الظروف مؤاتية لاخذ المزيد من الارض والمال من العراق , وقبل أعلان الاستقلال, لان تلك الاسرة , تتصور أن الاحزاب السياسية الحاكمة , بهذا التمزق والانحطاط والفشل في كل شئ , يجعلها قادرة على فرض أرادتها وتسلطها , وسحب الكثير من الامتيازات لصالح تلك الاسرة الجاثية على قلوب الكرد , والعراقيين , فلذلك يريد مسعود , أن يفرض نوعا من الادارة على الموصل , لمرحلة ما بعد داعش , وأن يكون شريكا محوريا في حكم نينوى .
مسعود البرزاني لم يقرأ التأريخ بشكل صحيح , وعليه أن يرى ويسمع بشكل واضح , أن تركيا وأيران وسوريا , لن يرضوا بأقامة دولة كوردية , مهما كانت مساعدة ومساندة أمريكا وحلفائها , لانشاء دولتهم في شمال العراق , لان المصالح فوق كل شئ ..وبرافو .. مسعود , لانك كشرت عن أنيابك , في الوقت المناسب … وما خفي كان أعظم